بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
من أشهر العبارات المأثورة للزعيم الشيوعى الكبير، الذى قاد ثورة 1917 فى روسيا، فلاديمير لينين: «الشيوعية هى كهربة الاتحاد»، والتى أراد بها القول إن بناء الدولة القوية فى الاتحاد السوفيتى ليس فقط مسألة أيديولوجية ولكنها، قبل ذلك وبعده، بناء القوة الاقتصادية والصناعية لها، وهو الأمر الذى يعتمد قطعا على توفير الطاقة الكهربية فى كل أنحاء الاتحاد السوفيتى.
تذكرت هذه العبارة وأنا أتابع الأنباء الأخيرة عن افتتاح محطات الكهرباء الثلاث الكبرى فى العاصمة الإدارية الجديدة، وبنى سويف، والبرلس، والتى هى جزء من مشروعات توليد الطاقة الكهربية فى كل أنحاء الجمهورية (فضلا بالطبع عن مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة التى تمتلك فيها مصر أيضا إمكانات هائلة). إن توفير الطاقة الكهربية، على نحو مستقر كفء وشامل، ينطوى على تأثيرات مادية ومعنوية هائلة أوسع فى مداها بكثير مما يبدو للوهلة الاولى.
الكهرباء معناها إمكانية إنشاء وتشغيل المصانع والمعامل والورش وجميع أنواع الحرف.. ومعناها إمكانية وجود دور للسينما وللمسرح والمكتبات وقاعات القراءة والمحاضرات!. الكهرباء معناها وجود الأندية الرياضية وملاعبها وقاعاتها المختلفة. الكهرباء معناها وجود المدارس بفصولها ومعاملها وملاعبها وقاعات انشطتها المتنوعة.
الكهرباء معناها وجود وازدهار الأنشطة والمحال التجارية والأسواق المزدهرة الحديثة. الكهرباء معناها الطاقة التى تشغل الأجهزة المنزلية الحديثة وأجهزة الراديو والتليفزيون. الكهرباء معناها سريان الحياة فى الإنترنت وفيضان التفاعل عبر وسائط التفاعل الاجتماعى الحديثة. الكهرباء معناها النور الذى ينير ظلام الليل، والذى نفتقده عندما ينقطع التيار الكهربائى لدقائق وليس لساعات! هذه الحقائق تبدو بديهية للغاية ولا تنطوى على أى جديد، ولكن يظل التذكير بها مهما لنعرف الأهمية الحيوية والفائقة لأى محطة كهربائية جديدة فى مصر.
المصدر :جريدة الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك