بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
فى التعليق الذى كتبته أمس على مقال الأستاذ عبد المحسن سلامة بالأهرام يوم الأحد 12/8 تحت عنوان مستقبل أمة قبل أن تكون متاعب مهنة رصدت أبعاد مشكلة الصحافة كما رآها سلامة من موقعه كنقيب للصحفيين، وأيضا كرئيس لمجلس إدارة الأهرام، أكبر وأعرق المؤسسات الصحفية فى مصر، فهذان الموقعان ربما يتيحان أفضل فرصة للتعرف عن قرب على متاعب مهنة الصحافة فى مصر.
وأعتقد أن الغالبية العظمى من الصحفيين والمهتمين بالصحافة لن يختلفوا كثيرا مع ما ذكره عبد المحسن سلامة من أبعاد متعددة لمشكلة الصحافة. غير أننى سوف أصوغ المشكلة بطريقة أخرى، فهناك حقا أبعاد مشتركة للمشكلات التى أصبحت تواجهها الصحافة الورقية فى العالم كله، فى مواجهة تداعيات ثورة المعلومات والانتشار الكاسح للموبايل كوسيط لمعرفة الأخبار أسهل وأسرع بكثير من الصحف الورقية.. هذه المشكلة موجودة فى مصر مثلها مثل الدول التى تتشابه ظروفها معنا، على خلاف حالتى اليابان والهند اللتين أشار إليهما الأستاذ سلامة.
غير أننى أضيف هنا عنصرين أوقن بتأثيرهما الحاسم على الإقبال على شراء وقراءة الصحف فى مصر، العنصر الأول هو تقدير القراء لما تتمتع به الصحيفة من حرية فى تقديم الأخبار، وانخفاض سقف الممنوع من النشر فيها، وجرأتها فى معالجة مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية المثارة فى المجتمع.
ومن هذه الزاوية تضحى حرية النشر والتعبير الصحفى عاملا أساسيا فى ترويج الصحف والإقبال على شرائها واقتنائها، فربما يجد فيها القارئ فى تلك الحالة ما يجعلها أفضل لديه من كيس البطاطس المحمرة كما يقول الأستاذ سلامة.
أما العنصر الثانى للإقبال على شراء وقراءة الصحف فهو تقديمها لمواد متنوعة ومبتكرة إلى جانب الأخبار والتحليلات... فذلك التنويع والابتكار والتجديد اصبح ضرورة حياة للصحف وليس ـ أبداـ أمرا هامشيا أو ثانويا.
المصدر :جريدة الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك