بقلم ـ د.أسامة الغزالي حرب
مساء الأربعاء الماضي، وفى غمرة الأنباء حول الانتخابات الرئاسية، رحل عن عالمنا، السفير د. محمد إبراهيم شاكر، أحد أبرز أعلام الدبلوماسية المصرية المعاصرة. لقد شرفت بالتعرف على الفقيد الكريم مبكرا فى لندن، فى منتصف التسعينيات عندما كان يشغل منصبه سفيرا لمصر هناك، وعلى زوجته الفاضلة د.منى القوني، وكانا نموذجين باهرين للتمثيل الدبلوماسى المصرى المشرف. وفى عام 1999 عندما كنت أتولى رئاسة تحرير مجلة السياسة الدولية، وكان د. شاكر قد أنهى عمله الدبلوماسي، التقينا والسفير المخضرم عبد الرءوف الريدي، والمحامى البارز بهى الدين الأبراشى حول فكرة كانت تراودنا جميعا، وهى إنشاء مجلس مصرى للشئون الخارجية، على غرار المجالس المشابهة وأبرزها بالطبع المجلس الأمريكى للشئون الخارجية. وتم إنشاء المجلس وإشهاره بالفعل فى مايو من ذلك العام، ولقى ترحيبا ودعما كبيرا من وزير الخارجية فى ذلك الحين أستاذنا الكبير عمرو موسي. ولاشك أن رئاسة د. محمد شاكر كانت فى مقدمة العوامل التى أضفت على المجلس الوليد مكانة رفيعه، لأن شاكر لم يكن دبلوماسيا عاديا لكنه كان باحثا ودارسا دءوبا فى مجال حظر الأسلحة النووية الذى حصل فيه على درجة الدكتوراه من معهد الدراسات العليا فى جنيف، ليصبح بذلك من الخبراء العالميين فى ذلك المجال. غير أن د. شاكر اهتم دائما بضم شخصيات متنوعة تثرى المجلس المصرى للشئون الخارجية، الذى دارت فلسفته حول أن الشئون الخارجية أهم وأشمل من أن يقتصر الاهتمام بها على الدبلوماسيين، و هو ما انعكس على تشكيل المجلس بوضعه الحالي، الذى يشمل أيضا أساتذة العلوم السياسية وكبار الخبراء العسكريين والقانونيين والإعلاميين...إلخ . وأخيرا، وقبل ذلك كله وبعده، كان محمد شاكر نموذجا فذا للرقى الإنسانى ودماثة الخلق والترفع فوق الصغائر. رحم الله فقيد مصر الغالي، وفقيد الدبلوماسية المصرية د, محمد أبراهيم شاكر!
النصدر : جريدة الأهرام
أرسل تعليقك