بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
وفق أرجح المصادر فإن الحجة الأولى فى الإسلام تمت فى السنة التاسعة من الهجرة، حيث أذن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأبى بكر الصديق بأن يحج بالناس، فحج بهم، وفى السنة العاشرة حج الرسول (صلى الله عليه وسلم) نفسه حجة الوداع، والتى كانت الحجة الوحيدة له .
وبمقارنة التقويمين الهجرى والميلادى، تكون الحجة الأولى قد تمت بين عامى 630 و 631 ميلادية، أى منذ ما يقرب من 14 قرنا ميلاديا، وتحديدا من 1388 عاما.
ولاشك أن من بين الأمور الأكثر إثارة واهتماما فى تاريخ الحج متابعة التطورات التى تتالت على ظروف أداء تلك الشعيرة المقدسة، سواء من حيث السفر لأدائها، أو من حيث تسهيل أداء مناسكها المختلفة. فمن السفر على الجمال والدواب بل وسيرا أياما وشهورا على الأقدام، إلى السفر بالسفن الضخمة والطائرات الحديثة العملاقة.
أما فيما يتعلق بمناسك الحج فلا شك أن الأسرة الملكية السعودية، وقد اتخذ رأسها عبارة خادم الحرمين الشريفين لقبا له، بذلت جهودا جبارة، ولم تبخل بمليارات الدولارات لتطوير وتحديث مواقع الحج وسبل تسهيل تنقل الحجاج.
ووفقا لما أعلنته الهيئة العامة للإحصاء بالمملكة السعودية فإن إجمالى الحجاج الذين وصلوا إلى مكة حتى الساعة الخامسة من صباح الأحد الماضى بلغوا ما يقرب من مليونين من المسلمين من كل أنحاء العالم.
وقد قرأت على المواقع الإخبارية تصريحات لوزير الحج والعمرة السعودى د. محمد صالح بن طاهر بنتن يتحدث فيها عن جهود تسهيل انسيابية حركة تلك الأعداد الغفيرة، والتى كان آخرها إيجاد مسار الكترونى يعد جدولا إلكترونيا متكاملا لجميع الحجاج، ويستخدم فى جميع خطوات الحج بدءا من إصدار التأشيرات للحجاج، وحتى تسجيل ومتابعة كل الخدمات التى يحتاجونها، كما استخدمت تلك التقنية فى تسيير ومتابعة 18 ألف حافلة، نعم 18 ألفا، يتم معرفة أماكنها ومساراتها وركابها. جهود رائعة ومشكورة، وحج مبرور وسعى مشكور وذنب مغفور!.
المصدر :جريدة الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك