بقلم/د.أسامة الغزالى حرب
ربما كانت أبرز الأصول القديمة للعلاقات المصرية مع الولايات المتحدة الأمريكية هى عندما جلب محمد على مجموعة من الخبراء الأمريكيين لإدخال زراعة القطن طويل التيلة إلى مصر ثم زراعة الأرز . وفى عام 1832 افتتح الأمريكيون أول قنصلية لهم بمصر فى ظل الإمبراطورية العثمانية. وطوال هذه الفترة الطويلة تنامت العلاقات بين البلدين على نحو كان دائما موقع ترقب ورفض من أطراف أخرى، هكذا كان موقف الإمبراطورية العثمانية، ثم بريطانيا التى احتلت مصر فى 1882 ولم ترحب بأى نفوذ أمريكى بمصر، ثم أضحت مصر محلا للتنافس الكبير بعد الحرب العالمية الثانية بين الولايات المتحدة الرأسمالية وروسيا الشيوعية. وبالرغم من الدعم الأمريكى لانقلاب (ثم ثورة) 1952 خوفا من الخطر الشيوعى على المنطقة فى ذلك الحين، ووقوفهم مع عبد الناصر ضد العدوان الثلاثى عام 1956 فإن التحول الاشتراكى لعبد الناصر وتقاربه مع الاتحاد السوفيتى حول العلاقة بين البلدين إلى العداء الشديد الذى وصل لذروته فى غمار عدوان 1967 وقطع العلاقات بينهما.غير أن السادات أعاد بقوة العلاقات بين البلدين والتى كانت أبرز مظاهرها الزيارة التاريخية للرئيس نيكسون للقاهرة عام 1974 ثم كانت القفزة الكبرى فى تلك العلاقات بعد زيارة السادات للقدس ثم توقيع اتفاقية السلام فى كامب ديفيد قرب واشنطن. وقد استمرت تلك العلاقات القوية مع بعض التقلبات العارضة إلى أن قامت ثورة يناير 2011 والتى ظهر عقبها الدعم الأمريكى للإخوان كبديل للنظام الآفل وهو ماظهر بوضوح فى عهد أوباما وهيلارى كلينتون، اللذين لم يرحبا بثورة 30 يونيو، غير أن التحول الكبير حدث مع فوز ترامب الذى شارك الرئيس السيسى ربطه الإخوان بالإرهاب ، ثم زاد على ذلك تقديره الشخصى الكبير الذى عبر عنه بوضوح للرئيس السيسى، وهو أمر لا يمكن التقليل من أهميته فى العلاقات بين الدول!
أرسل تعليقك