بقلم _د.أسامة الغزالي حرب
المقال الذى كتبه الزميل والصديق العزيز الأستاذ عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام، يوم الأحد الماضى (12/8) تحت عنوان دقيق «مستقبل أمة..قبل أن تكون متاعب مهنة», يطرح بكل صراحة ووضوح ما أسميه محنة الصحافة ــ أقصد بالطبع الصحافة الورقية ــ فى مصر، وأعتقد أنه ينبغى ألا نتعامل معه كمجرد مقال للرأى. لقد كان الأستاذ سلامة منذ اليوم الأول لترشحه لانتخابات النقابة ــ ولا أقول انتخابه ــ مدركا تماما تلك المحنة، وأتذكر أنه صرح لوكالة رويترز فى خلال عملية الاقتراع فى مارس الماضى (2017) بأن المهنة يقصد المهنة الصحفية ــ تواجه أسوأ الأوضاع فى تاريخها. وفى أول لقاء له مع مجموعة من كتاب الأهرام ــ كنت من بينهم ــ قال نفس العبارات بشأن المؤسسات الصحفية بكل وضوح. وفى المقال المشار إليه استعرض سلامة الظروف الصعبة التى واجهتها الصحافة المصرية عقب ثورة 25 يناير، وكيف أنها قلبت أوضاع الصحافة المصرية رأسا على عقب (الخسائر، وتجريف الودائع، وتحميلها بأعداد كبيرة من العمالة لم تكن بحاجة إليها، ثم انحسار الإعلانات، وبعدها الآثار السلبية لتحرير سعر الصرف، فضلا عن ارتفاع سعر الورق عالميا..إلخ). إننى أعيد سرد هذه الحقائق لأن التعرف الصحيح والصريح على أبعاد أى مشكلة هو فقط البداية السليمة لحلها، وهذا الحل ليس إطلاقا قضية مرتبطة فقط بمهنة الصحافة، ولكنه يرتبط أيضا بالمجتمع وأوضاعه السياسية والاقتصادية والثقافية، فضلا عن عناصر فنية و تسويقية أخرى مثل مشكلات ورق الصحف و مشكلات التوزيع...إلخ . وقد سبق لى أن كتبت هنا هذا العام (17/3) عن مستقبل الصحافة الورقية، مقارنا بما يحدث فى العالم. القضية خطيرة وملحة وتوجب فى تقديرى حوارا مجتمعيا جادا حولها. وللحديث بقية.
أرسل تعليقك