بقلم/د.أسامة الغزالى حرب
لم أصدق نفسى وأنا أتابع فى منتصف الاسبوع الماضى الإعلاميين الكبيرين عمرو أديب ووائل الابراشى وهما يتحدثان عن كارثة الممبار الصينى الذى انتشر فى الأسواق الشعبية المصرية، ولا أعرف إن كان غيرهما من الإعلاميين قد تحدث عن هذا الموضوع. قد يختلط الهزل بالجد فيه..، ولكنه يعكس فى الحقيقة أمورا مؤلمة ومؤسفة وشديدة الخطورة، ينبغى أن تواجه بما تستحقه من جدية واهتمام.
والمسألة فى جوهرها هى أنه بسبب ارتفاع الأسعار بشكل عام، واسعار المواد الغذائية بشكل خاص، وجد بعض من اسوأ عناصر مافيا الإستيراد، التى تعيث فسادا فى مصر، بلا رقيب ولا حسيب، الفرصة لإغراق السوق المصرية بسلع مستوردة من الصين وغيرها بكل شئ وأى شئ، ولكن الطامة الكبرى أن ينتقل هذا إلى استيراد مواد غذائية هى فى الحقيقة سموم شديدة الخطورة بالصحة، ولا شك أن من أبرز أمثلتها هذا «الممبار» الصينى الذى رأينا صوره على الشاشات! ما هذا ؟ قد يكون مجرد مادة بلاستيكية صنعت لتكون شبيهة بالممبار، و قد تكون أمعاء حيوانية فعلا ولكنها لكلاب أو قطط أو أى حيوانات أخرى! هل هناك جهة ما فى مصر تقول لنا ما هذا؟ أين جهاز حماية المستهلك المصرى ورئيسه اللواء عاطف يعقوب يرأس اجهزة حماية المستهلك الحكومية فى العالم كله، أين مباحث التموين؟ أين وزارة التموين؟ أين جمعيات المستهلك الأهلية؟ أين الجمارك المصرية ..وهل خضعت هذه السلع للتفتيش عليها؟ الموضوع قد يراه البعض صغيرا أو ثانويا، ولكنى أراه كبيرا وحيويا، وهو أن ارتفاع اسعار المواد الغذائية التى لم تفلح الدولة فى كبحه، أتاح لحفنة من المجرمين الفاسدين الفرصة ليضخوا فى السوق المصرية- بلا وازع من أى ضمير- نفاية السلع ...ولكن ان يصل ذلك إلى طعام المصريين وأكلهم، بل وإلى اكلة شعبية محببة لديهم، فتلك جريمة مكتملة الأركان ما كان يمكن أن تتم إلا بوجود فساد متأصل مكن لها. ولك الله يامصر.
أرسل تعليقك