بقلم ـ د.أسامة الغزالي حرب
أمر طيب للغاية، وفى ذكرى مرور مائة عام على تشكيل سعد زغلول للوفد المصرى فى عام 1918 للمطالبة باستقلال مصر، جرت انتخابات حزب الوفد يوم الجمعة الماضى (30/3) لاختيار رئيس جديد للحزب خلفا للدكتور السيد البدوي، التى فاز فيها الأستاذ بهاء الدين أبو شقة السكرتير العام للحزب على أبرز منافسيه الأستاذ حسام الخولى نائب رئيس الحزب. لقد تابعت باهتمام أنباء هذه الانتخابات لأكثر من سبب أولها أن الوفد هو بالتأكيد حجر الزاوية فى الحياة الحزبية المصرية المعاصرة سواء منذ نشأتها الراسخة منذ ما يقرب من مائة عام أو منذ عودتها فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي, ووجود الوفد وممارساته يقدمان نموذجا لكل الأحزاب المصرية، لأنه باختصار «حزب» بالمعنى السياسى والعلمى السليم للكلمة، حتى ولو كان مؤسسوه قد رفضوا هذا التوصيف باعتبار أن الوفد «هو الأمة المصرية». والوفد، بهذا التاريخ وبتلك الخصائص، عصى على التدخلات والمؤثرات التى تضعف الأحزاب الأخرى كلها. ثانيا، إن ازدهار الحياة الحزبية هو الشرط الأساسى لقيام وترسيخ الديمقراطية فى مصر، فلا ديمقراطية دون أحزاب سياسية. حقا، إن هناك مايقرب من مائة كيان يطلق على نفسه صفة أو تسمية الحزب فى مصر، ولكن وجود الوفد يشجع على «غربلة» الأحزاب السياسية القائمة، فلا تتبقى سوى الأحزاب الحقيقية!. ثالثا، إن الوفد ليس مجرد حزب حقيقي، ولكنه حزب «ليبرالي» حتى ولو لم يهتم مؤسسوه بالتغنى بتلك الصفة، هو ليس حزبا اشتراكيا ولكن البعد الجماهيرى والاجتماعى ثابت فى وثائقه وممارساته، هو ليس حزبا ناصريا ولكن التوجه القومى العربى ثابت فى تاريخه وممارساته منذ أن رعى زعيم الوفد مصطفى النحاس باشا إنشاء جامعة الدول العربية فى منتصف أربعينيات القرن الماضي. تحية للوفد، ونداء ورجاء للإعداد لاحتفال عظيم العام المقبل يليق بمئوية ثورة مصر القومية فى 1919.
النصدر : جريدة الأهرام
أرسل تعليقك