بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
أعود إليك أيها القارئ العزيز بعد إجازة الأسبوع الماضى التى انقسمت بين خمسة أيام بفندق عائم بجنوب أسوان وثلاثة أيام فى الإسكندرية لحضور مؤتمر مكتبة الإسكندرية عن :«الفن والأدب فى مواجهة التطرف» ..الرحلة الأولي- ما وراء السد- شملت زيارات لمعابد المنطقة التى يفترض أنها تشكل قبلة للسياح من العالم كله، وتشمل معابد: كلابشة وبيت الوالى والقرطاسى وجرف حسين وعمدا والدر ومقبرة بنوت ثم معبدى أبو سمبل ونفرتارى والتى نقلتها منظمة اليونسكو إلى أماكنها الحالية انقاذا لها من الغرق تحت مياه السد العالى، فى عملية رائعة تكاتف فيها العالم كله مع مصر، وبسواعد آلاف العمال والفنيين المصريين. والحقيقة أننى شعرت بالأسى والأسف وأنا أقارن بين ما سبق أن شهدته فى تلك الأماكن من نحو عشرين عاما من ازدحام هائل للسياح فى مثل هذا الوقت من السنة الذى يعتبر ذروة موسم السياحة الثقافية للآثار الفرعونية فى صعيد مصر، حيث كانت المجموعات السياحية تصطف لتأخذ دورها فى دخول المعابد! لقد لفت نظرى سوء حالة المنطقة بشكل عام وعدم توفير الحد الأدنى من تمهيد الأرض مثلا (لا أقول طبعا رصفها أو تبليطها!) وتوفير حد أدنى من الخدمات البسيطة لمجموعات السائحين..
ولدى هنا تساؤل: ألم يكن ركود السياحة وضعف أعداد السواح فرصة لتطوير وتحديث وتنظيف المواقع السياحية؟ هل فكر المسئولون عن الآثار مثلا فى تجديد شكل ومضمون عرض الصوت والضوء فى معبد أبو سمبل، الذى يقدم بنفس صيغته منذ ستين عاما، ليكون أكثر جاذبية وتشويقا؟ ألم تحدث فى هذا المجال تطورات تكنولوجية هائلة يمكن أن تجعل هذا العرض أكثر إثارة وتشويقا... وليس مثل عروض «خيال الظل»..! هل فكر أحد فى تطوير الخدمة فى تلك المناطق، بوضع مقاعد خشبية مثلا فى بعض الأركان لراحة كبار السن من السياح، أو وضع تواليتات متطورة جاهزة لخدمة الأفواج الكبيرة التى ننتظر عودتها..؟!
أرسل تعليقك