بقلم _د.أسامة الغزالي حرب
بلا أى تحفظ أرحب بتولى الوزير محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية التحقيق فى أسباب غرق حى التجمع الخامس تحت مياه الأمطار التى هطلت عليه يوم الثلاثاء الماضى، وأقول لسيادته إنه مثلما كشفت هزيمة 1967 أمام إسرائيل حقائق الفساد والإهمال التى أدت إلى هزيمة الجيش المصرى، فإن حالة الغرق وانهيار الخدمات التى تسببت فيها الأمطار الكثيفة التى تعرضت لها منطقة التجمع الخامس فى القاهرة كشفت بلا شك ألوانا من الإهمال والفساد التى عانى منها ذلك الحى الجديد والفاخر، والذى هو ربما أغنى (ولا أقول أرقى) الأحياء فى القاهرة، بل فى مدن مصر كلها. أقول ذلك وقد كنت من أوائل سكان ذلك الحى (فى عام 2002)، قبل أن يمتد شرقا بسرعة مذهلة لكيلومترات عديدة على طول شارع التسعين الشهير، وتظهر فيه أفخر وأحدث مبانى البنوك والشركات والمطاعم والفنادق والمولات (جمع مول!) وكذلك المقر الجديد الواسع للجامعة الأمريكية وعديد من الجامعات الخاصة، فضلا بالطبع عن آلاف الفيلات والقصور الفاخرة...إلخ.
ولقد سبق أن كتبت مثلا عن اغتصاب الأرصفة بواسطة ملاك البيوت وزراعتها، فلا تجد رصيفا تمشى عليه، وعن ندرة إشارات المرور فضلا عن تعطلها الدائم، مما يجعل عبور الشارع مغامرة شديدة الخطورة،...دون أدنى استجابة من المسئولين. وأخيرا ذكرتنى الأمطار الأخيرة بواقعة حدثت عندما سكنت حديثا وكان يجرى رصف الشارع الذى يقع فيه منزلى. ومن حسن الحظ أن إحدى الساكنات كانت مهندسة مدنية متخصصة فى الطرق فلاحظت أنهم على وشك أن يغطوا بالأسفلت إحدى بلاعات صرف المياه التى توجد فى نهر الطريق، ويتميز غطاؤها بفتحاتها المستطيلة المعدة لصرف المطر وغيره، فنزلت إليهم وأصرت على الإبقاء عليها، وكان واضحا عدم خضوعهم لأى رقابة أو إشراف جاد على عملهم، مما يرجح تغطية أغلب أو كل بلاعات صرف المياه بالتجمع!.
أرسل تعليقك