بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
تابعت في الأيام القليلة الماضية نقاشا في الصحف ووسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي حول جواز أو عدم جواز الإفطار للاعبين المسلمين المشاركين في مباريات كأس العالم والذين يتدربون في الشهر الكريم قبل أن تبدأ أولي المباريات في يوم 29 رمضان، والذين يفترض أنهم موجودون أساسا في فرق مصر والسعودية وتونس والمغرب وإيران ونيجيريا والسنغال.
غير أنني ركزت فقط علي ما قيل في مصر والسعودية بشأن هذه القضية. وقد لفتت نظري اجتهادات مرنة لرجال دين سعوديون تتناقض مع انطباعاتنا النمطية عن تشددهم، فوفقا لما قرأته في موقع جريدة الخليج فقد أجاز الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد «قباء» إفطار لاعبي المنتخب السعودي خلال معسكر الإعداد لمباريات كأس العالم، كما ذكرت صحيفة «عكاظ» أن رجل الدين السعودي رضوان الرضوان أفتي بجواز الإفطار للمشاركين في كأس العالم في روسيا ليس فقط من اللاعبين والحكام، وإنما أيضا من المشجعين أو الإعلاميين.
لقد ذكرتني تلك الفتاوي بما جري في مصر عام 2009 استعدادا لبطولة كأس العالم للشباب، عندما أصدرت دار الإفتاء فتوي تجيز إفطار اللاعبين ليتمكنوا من أداء تدريباتهم، بناء علي طلب الجهاز الفني للبطولة، فقوبلت بانتقاد شديد من «جبهة علماء الازهر» وغيرهم من مشايخ بارزين.
ولكن يبدو أن الأمر اختلف هذه المرة، حيث أجابت دار الإفتاء علي سؤال لليوم السابع بأنه يجوز الإفطار للاعبين إن شق عليهم الصوم، وهو نفس الرأي الذي أبداه د. علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق.
غير أنه يحضرني في هذا السياق الحديث الذي رواه أنس بن مالك :”كنا مع رسول الله (ص) في سفر، ومنا الصائم ومنا المفطر، فنزلنا منزلا في يوم حار، فسقط الصائمون وقام المفطرون بخدمتهم، فقال رسول الله (ص) «ذهب المفطرون اليوم بالأجر كله»!
المصدر : جريدة الأهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك