بقلم/ د.أسامة الغزالى حرب
منذ بضعة أسابيع كنت أركب سيارة تابعة لإحدى شركات التوصيل بسيارات الملاكى التى انتشرت أخيرا ، وكان السائق شابا ذا مؤهل عال، أخذت أتجاذب معه أطراف الحديث عن ظروف عمله وعن أحوال السياحة...إلخ وفى هذا السياق بادرته بسؤال: هل زرت الأهرامات؟ فقال بخجل: لا. قلت له أليس من الغريب أن يأتى إلى بلادنا الناس من جميع بقاع الأرض لزيارة الأهرامات ولا نفعل نحن ذلك؟! لقد دفعنى الحوار لأن أتساءل: يا ترى ما نسبة المصريين الذين زاروا أهرامات الجيزة؟ إن الرحلات المدرسية كانت تتكفل بذلك فى أيامنا.. فهل لايزال ذلك يحدث وأين؟ هل فقط فى القاهرة والمحافظات القريبة منها أم تقوم بها المدارس فى كل أنحاء مصر فى الصعيد والدلتا ومدن القناة إلخ. إننى أعرف أيضا أن وزارة الشباب و الرياضة تنظم- من خلال مراكز الشباب بالذات- رحلات برسوم رمزية زهيدة ضمن برنامج «اعرف بلدك» إلى مدن ومناطق مصر المختلفة، وهذا بالطبع شيء ممتاز..
ولكن ماهى أعداد ونسب الشباب الذين يستفيدون من تلك الرحلات؟ إن 38 % من سكان مصر هم من الشباب، أى أن عددهم يقرب من الـ40 مليونا, فما نسبة من وصلت لهم جهود وزارتى التعليم والشباب لزيارة الأهرامات مثلا؟ فى الواقع هذا تساؤل واحد من عشرات الأسئلة حول معرفة شبابنا ببلدهم مصر. إن جانبا كبيرا من التكوين الثقافى للشاب المصرى والإنسان المصرى يرتبط بوعيه وإدراكه بتاريخ بلده وبحضارتها, حضريا كان أم ريفيا، غنيا كان أم فقيرا...إلخ. أخيرا عزيزى القارئ...إذا لم تكن قد فعلتها من قبل، وأيا كنت فى مصر, مارأيك فى أن تأخذ أسرتك وأبناءك فى رحلة منفردة أو مع أصدقاء ، أو من خلال ناد أو جمعية...إلخ لتزور أهرامات الجيزة, وعندما يسألك أحد: هل زرت الأهرامات؟ تقول بفخر وثقة: نعم زرت الأهرامات!
أرسل تعليقك