بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
ليست هذه هى المرة الأولى التى أكتب فيها عن الفنانة المتألقة دوما إيناس عبد الدايم، ولكنها المرة الأولى التى أكتب فيها عن د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة الجديدة. لقد سعدت وتفاءلت كثيرا بتولى د. إيناس حقيبة وزارة الثقافة الذى ينطوى على مسئولية مهمة وثقيلة للغاية، وأتمنى على كل مهتم بالثقافة فى مصر أن يقف بجانب د. إيناس ويدعمها بكل قوة. فأولا، إننى أعتقد أن وزارة الثقافة هى أحد أهم الوزارات فى مصر، جنبا إلى جنب مع الوزارات التى جرى العرف على وصفها بالسيادية أى الخارجية والدفاع والداخلية. ...لماذا؟ لأن مصر هى أولا وقبل كل شيء دولة منتجة للثقافة قبل أى إنتاج زراعى أو صناعى، فإنتاجنا الزراعى-بحكم ضيق الأرض الزراعية على ضفتى النيل وسط الصحراء محدود، وإنتاجنا الصناعى أيضا محدود ومحصور فى مجالات قليلة، ولكن إنتاجنا الثقافى هو بضاعتنا الأولى والأهم: الكتب والمسرحيات والأفلام والأغانى والموسيقى والشعر والفنون التشكيلية، وكل الناطقين بالعربية من المحيط إلى الخليج يعرفون مصر بتلك الإبداعات وليس بسلعة زراعية أو صناعية...، عرفوها ويعرفونها بمئات وآلاف المؤلفين والمخرجين والممثلين الذين يتوالدون ويتجددون جيلا بعد جيل، إنهم جيش «القوة الناعمة» المصرية! ثانيا، إن الثقافة، أو بتعبير أدق «التغيير الثقافى» هو أهم أسلحة مصر فى مواجهة سرطان التطرف الدينى الذى هدد مصر أخيرا، أليس «تجديد الخطاب الدينى» مهمة ثقافية عاجلة وملحة، وهى أيضا أكبر وأهم من أن تكون مهمة المؤسسات الدينية فقط.؟ وأخيرا، فإن الثقافة ليست هى وزارة الثقافة، وليست ديوان الوزارة ولا بيروقراطيتها المتشعبة، تلك فقط أدوات تسهم فى دفع العمل الثقافى لا أن تكون عبئا عليه. ولكن، مثل أى بيروقراطية لن يكون التعامل معها سهلا. دعواتنا بالتوفيق للوزيرة د. إيناس عبد الدايم.
أرسل تعليقك