بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
فى بداية هذا الشهر(ديسمبر) وقعت أحداث الاضطهاد الشائنة ضد مسلمى أقلية الروهينجا فى بورما، وتداولت وسائل الإعلام مظاهر العنف الوحشى الذى تعرض له أطفال صغار بل ورضع، مثلما تعرض له شيوخ كبار وعجائز على نحو شديد البشاعة واللاإنسانية. واضطر الكثيرون من هؤلاء المساكين للهرب إلى بنجلاديش المجاورة، حيث أقاموا هناك فى مخيمات جنوب البلد الذى يعانى فى الأصل مشكلات جسيمة.فى مواجهة هذه الأحداث قام بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، بجولة فى آسيا زار فيها أولا بورما حيث التقى هناك بالقادة البوذيين مناشدا إياهم تجاوز الأحكام المسبقة والكراهية ثم ذهب إلى بنجلاديش التى هرب إليها مسلمو الروهينجا حيث قابل بعضهم مباشرة قائلا لهم :«مأساتكم قاسية جدا، وكبيرة جدا...لكن لها مكانة فى قلوبنا». إن مغزى ذلك التصرف من بابا روما لا يمكن إغفاله..، هو لم يذهب إلى مسيحيين كاثوليك أو غير كاثوليك، ولكنه ذهب لحماية أقلية مسلمة تعرضت لاضطهاد وحشي. لقد تذكرت هذه الواقعة وقد بدأت تتنامى إلينا أنباء الإجراءات الأمنية المشددة التى بدأت تشهدها الكنائس قبل بدء قداسات عيد الميلاد واحتفالات الأقباط به.. وتواكبت مع ذلك للأسف أنباء الاعتداء الآثم الذى وقع على إحدى الكنائس فى أطفيح بالجيزة...إلخ وهنا فإن من حقنا، لا بل من واجبنا أن نتساءل : أليس الوقت مناسبا لحديث قوى وواضح يرفض بشكل واضح وصريح لا لبس فيه الاعتداء على الكنائس، ويدافع عن حق المسيحيين فى مزاولة شعائرهم الدينية فى طمأنينة وأمان..؟ ذلك هو ما نأمله ونرجوه من فضيلة الإمام الأكبر، الإمام الطيب. وكل عام ووطننا جميعا «مصر» بكل خير وسعادة.
أرسل تعليقك