بقلم _ د. أسامة الغزالى حرب
على موقع جريدة نيويورك تايمز(30/4) وفى قلب صفحة الرأى أفردت الصحيفة مساحة واسعة لمقال مهم كتبه أحد أساتذة الفلسفة «جاسون باركر» بعنوان «عيد ميلاد سعيد كارل ماركس...لقد كنت على حق» . وليس ذلك إلا أحد مظاهر الاحتفال بذكرى مولد كارل ماركس الذى تمر اليوم (5 مايو) مائتا عام على مولده فى 1818. والطريف أن ذلك الاحتفال يتم على نطاق واسع فى مجتمعات كانت يوما محل نقد ماركس وتنبؤاته بانهيارها. فى هذا السياق، يهمنى الإشادة بالمقال المهم الذى كتبه الزميل الفاضل د.عبد العليم محمد (الأهرام 28/4) راصدا لتلك التطورات، وكذلك بمحاضرة قرأت عنها للدكتور أشرف منصور أستاذ الفلسفة بآداب الإسكندرية نظمها حزب التحالف الشعبى الاشتراكى مساء الأربعاء الماضى عن المنهج العلمى لدى كارل ماركس. وفيما عدا ذلك لم أسمع عن مظاهر للاحتفال بتلك المناسبة سواء فى الجامعات أو الأحزاب السياسية...إلخ ولكن ماركس حاضر دوما فى الخلفية الفكرية للمثقفين والسياسيين فى العالم.
وأشير هنا مثلا إلى تعليق المندوبة البريطانية فى مجلس الأمن فى أثناء جلسات بحث الهجمات الكيماوية قرب دمشق، على كلمة المندوب الروسى: «إن على الفيلسوف الاشتراكى كارل ماركس أن ينبعث من قبره ليرى ما تقوم به روسيا من انتهاك للمبادئ التى روج لها»! ولماذا نذهب بعيدا...ألم يتعرض محمود عباس (أبو مازن) للتنديد الإسرائيلى والأمريكى لأنه فى حديث أمام المجلس الوطنى الفلسطيني- اقتبس كلمة لماركس عن عمل اليهود فى أوروبا بالبنوك وتعاملهم بالربا..فاتهم بمعاداة السامية..؟ حقا، لقد أخفقت نبوءات كارل ماركس، وتحطمت أغلب النظم التى قامت بناء عليها، ولكن أفكاره وأيديولوجيته أضافت الكثير للفكر الإنسانى، وأعطت دفعة هائلة للطبقات العاملة فى العالم كله، وأسهمت فى تطوير النظم والأفكار الاشتراكية والرأسمالية. لقد أسهم ماركس فى تغيير العالم! .
أرسل تعليقك