بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
مع كل الاحترام والتقدير لجهود وزارة الداخلية فى حفظ الأمن وإقرار النظام، ومع كل الإجلال لشهداء الشرطة من أبنائنا وإخوتنا وأقاربنا وأصدقائنا الذين جادوا بحياتهم الطاهرة من أجل الوطن، من أجل ان نتمتع بالأمن والأمان، فإن من حقنا أن نسأل ....إلى متى سوف تستمر إقامة مباريات الكرة دون جمهور؟ وأقصد بالطبع المباريات المحلية والتى كانت آخرها مباراة الأهلى والزمالك وليس المباريات الدولية. لقد سألت أحد الأصدقاء الأعلم منى بأوضاع الرياضة فقال إن السبب فى ذلك هو حوادث الشغب أو التدافع التى سبق أن وقعت، وكذلك الممارسات العنيفة وغير المشروعة لروابط الأولتراس الذين سبق استغلالهم سياسيا على نحو يبعدهم فعليا عن التشجيع الرياضى. غير أن ذلك منطق قد يفسر سلوك الشرطة ولكنه لا يبرره بشكل مطلق! إن من حق الشرطة، بل من واجبها بالطبع، أن تضبط الأمن فى الملاعب، كما يحدث فى الدنيا كلها، وأن تضرب بشدة على أيدى المشاغبين والعابثين، بما فى ذلك- فى أحوال نادرة واستثنائية تقييد حضور الجمهور، أما التمادى فى ذلك فهو نوع من الاستسهال الذى قد يحقق الهدوء فى الملاعب ولكنه يفقد الأندية والرياضة أهم مصادر دعمها.إن اقتصاديات كرة القدم فى العالم هائلة للغاية، وليس هناك مبرر للتمادى فى حرمان الأندية فى مصر من عوائد بيع التذاكر والإعلانات...إلخ.فضلا بالطبع التنغيص على جماهير الكرة، اللعبة الشعبية الأولى، وحرمانهم من أحد أجمل مصدر تسليتهم ومتعتهم. تبقى مسألة العلاقة بين الكرة، بل الرياضة بصفة عامة، والسياسة. إن اللعب والتشجيع باسم الوطن والفخر بإنجازه الرياضى، والذى يتجسد رائعا عندما يرتفع علم الدولة عاليا فى المنافسات الدولية ، هو ذروة ما يتمناه الرياضيون والمشجعون، أما نقل التحزب إلى الرياضة تحت أى مسمى، فهو تدمير لروح الرياضة مثلما هو إساءة للمعنى الجامع للوطنية والانتماء للوطن.
أرسل تعليقك