بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
اليوم 15 يناير هو الذكرى المئوية لمولد جمال عبد الناصر، ولا أقول الرئيس أو القائد أو الزعيم، فاسم ناصر أكبر من تلك الصفات أو الألقاب كلها. وبعد ما يقرب من نصف قرن من رحيله..تتساءل الأجيال الجديدة التى لم تحيا فى ظله...ماهو سر جمال عبد الناصر؟ لماذا رفعه المصريون والعرب إلى تلك الذروة العالية التى لم يحظ بها أى زعيم عربى فى القرن العشرين، وربما فى العصور الحديثة كلها..هل لأنه قاد ثورة يوليو 1952 ثورة بيضاء راقية ودعت رسميا الملك الذى أطاحت به؟ هل لأنه بادر بالإصلاح الزراعى الذى زرع الإحساس بالكرامة لدى ملايين الفلاحين المعدمين؟ هل لأنه تفاوض مع الإنجليز لتحرير مصر من احتلالهم متواكبا مع نشاط الفدائيين فى القناة؟ هل لأنه رفض الانضمام للأحلاف العسكرية التى رعتها أمريكا؟ هل لأنه أصبح بسرعة أحد الزعماء المعدودين فى العالم لحركة عدم الانحياز مع تيتو ونهرو فى 1955 وهو شاب فى السابعة والثلاثين؟ هل لأنه دعم بقوة وبرجولة حركات التحرر فى إفريقيا وآسيا وأمريكا الاتينية؟ هل لأنه أمم قناة السويس، ثم تصدى ببسالة للعدوان الثلاثى عام 1956 وخرج منتصرا مرفوع الهامة؟هل لأنه عين أول إمرأة فى البرلمان و أول وزيرة؟ هل لأنه قاد أول تجربة لتحقيق حلم الوحدة العربية؟ هل لأنه أنصف العمال والفلاحين فى أول تجربة اشتراكية عربية؟هل لأنه بنى السد العالي؟ هل لأنه عاش نزيها كريما طاهر اليد هو وأسرته؟ نعم..هذا كله صحيح... ولكنه قبل ذلك كله وبعده، لأن عبد الناصر أحب المصريين، أحب فقراءهم وأحس بهم، وشجع نوابغهم وكرمهم، فبادلوه حبا بحب. ومثلما يفعل المحب الصادق مع من يحبه فإنهم غفروا له أخطاءه، وكفكفوا دمعه عندما أخفق، ومثلما رددوا فى بداية حكمه “ياجمال يا حبيب الملايين” فإنهم عندما اختطفه الموت فجأة خرجوا فى كل أنحاء مصر يرددون نفس الكلمات “الوداع ياجمال ياحبيب الملايين”!
أرسل تعليقك