بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
ما هو المغزى السياسى لإقامة مباراة «السوبر» المصرية (بين النادى الأهلى بطل الدورى الممتاز لكرة القدم، والنادى المصرى وصيف بطل الكأس) فى خارج مصر، فى بلد عربي، فى دولة الإمارات الشقيقة؟ إن مباراة كأس السوبر التى جرت فى مساء أمس الأول (12/1) هى المباراة الثالثة للسوبر التى تجرى فى الإمارات، مما يضع الأساس لتكريسها كتقليد أو كعرس رياضى عربى سنوي. إننى هنا لا أتحدث عن المباراة نفسها، التى حظيت بكم وافر من التعليقات والشروحات من جانب المتخصصين والمعلقين الرياضيين.. ولكننى أتحدث عن المغزى السياسى المهم لذلك الحدث.
إننى لا أعلم إن كانت هناك حالات مماثلة فى العالم، حيث يذهب فريقان من بلد واحد ليلعبا معا فى بلد آخر، ولكن وقوعه فى وطننا العربى له بالقطع مغزاه المعنوى والثقافي، قبل مغزاه السياسى أو الإعلامى ...إلخ مغزاه أن الناديين المتنافســين ــ أيا كانا ــ لا ينتميان فقط إلى بلدهما، ولكنهما ينتميان أيضا إلى هوية سياسية قومية أكبر وأشمل، هى الهوية العربية والقومية العربية! وإذا كانت اللغة الواحدة والثقافة والتاريخ المشترك هى المعايير الأساسية للقومية، فإنها كلها تتجسد فى استضافة الإمارات لمباراة كأس السوبر.
ولا أتصور أن أحد اللاعبين فى كلا الفريقين شعر بأى غربة فى استاد هزاع بن زايد، عما إذا كانا يلعبان فى القاهرة أو بورسعيد. فالتشجيع واحد، واللغة واحدة، والعواطف واحدة، والانفعالات واحدة! تلك حقائق تؤكد ما اعتقدته دائما، وهو أن التفاعل والتقارب الثقافى والاجتماعى بين الشعوب العربية هو الأساس الذى يأتى بعده التوحيد السياسى أو الاقتصادي. إنه ــ بعبارة أخرى ــ جوهر الهوية القومية العربية التى تجمعنا من المحيط إلى الخليج!
أرسل تعليقك