بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
لا أستغرب على الإطلاق قيام نظام عمر البشير (الذى يكمل هذا العام 28 عاما فى حكم السودان) بإخطار الأمم المتحدة برفض اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية..«لاعتبارها مثلث حلايب تابعا لمصر.. وكذلك عدم الاعتراف بالإجراءات والتصرفات القانونية والسيادية التى تمت من جانب القاهرة بشأن مثلث حلايب وإقليمه البرى والبحرى التى وردت فى الاتفاقية المصرية السعودية».
أقول لا أستغرب هذا الموقف من حكومة البشير لأكثر من سبب: أولا، لأن حكومة البشير هى حكومة إخوانية حتى النخاع...ذلك أمر بدا كالشمس منذ انقلاب البشير والترابى فى عام 1989، والذى عمل بعده على مد سيطرة الإخوان على كل مفاصل وأجهزة الدولة السودانية (ذلك الخطر الذى أفلتت منه مصر بثورة 30 يونيو 2013) ولا يخفى على الإطلاق العداء الشديد الذى يكنه الإخوان للدولة المصرية والنظام المصري، ايا كانت محاولات التمويه أو التجمل!. ثانيا، أن البشير يحاول-من خلال المطالبة بحلايب- الظهور بمظهر من يحافظ على التراب السوداني، وهو الذى يسجل التاريخ أن سياساته وتوجهاته شجعت انفصال الجنوب «الوثنى والمسيحي» عن الشمال المسلم!. حقا، إن النزعة الانفصالية للجنوب كانت موجودة منذ استقلال السودان ولكن البشير أسهم فى تمزيق الدولة التى كانت ذات المساحة الأكبر إفريقيا وعربيا لتفقد ربع مساحتها بما فيها من موارد طبيعية هائلة. وفى الوقت نفسه ليست سرا المشكلات التى تواجه اقليم دارفور بعد حرب الإبادة التى شنها نظام البشير وسقط فيها مئات الآلاف. ثالثا، أن البشير، يستغل حلايب وشلاتين للتغطية على موقفه الشائن إزاء مصر فى موضوع سد النهضة، والذى عبرت عنه تصريحات وزير الخارجية السودانى بأن مصلحة بلاده تتمثل فى أن السد يحافظ على حصة مياه السودان التى كانت تذهب إلى مصر، و«أن مصر ستخسر مياه السودان التى كانت تذهب إليها بفضل سد النهضة»!
أرسل تعليقك