بقلم/د.أسامة الغزالى حرب
فى شهر أبريل المقبل، سوف تبدأ عملية اختيار مدير عام منظمة اليونسكو خلفا للمديرة الحالية «إيرينا بوكوفا» البلغارية. لقد سبق أن تولى رئاسة أو إدارة هذه المنظمة المهمة «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة» شخصيات من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا واليابان والمكسيك والسنغال و بلغاريا، الذين يمثلون كتلا ثقافية و حضارية مختلفة فى العالم، و لذلك كان من المنطقى ان يسعى العرب ليكون لهم مرشحهم لليونسكو، بعد أن أخفقوا فى ذلك أكثر من مرة ، أحدهما بسبب تنافس مرشح سعودى (د. غازى القصبي) مع المرشح المصرى ، العالم والمثقف الموسوعى د.إسماعيل سراج الدين، الذى لم ترشحه مصر فى ذلك الحين، و إنما رشحته دولة إفريقية!.ثم كانت فرصة أقرب لمصر فى عام 1999 مع ترشح وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى ، الذى خسر المنصب بعد تصريح غير موفق أدلى به عن استعداده لحرق أى كتاب إسرائيلى يظهر فى معرض الكتاب! و خسر فاروق حسنى بفارق أربعة أصوات فقط عن البلغارية إيرينا بوكوفا التى فازت بالمنصب.أما اليوم فإن الخيبة العربية تبدو ناصعة تماما فى العجز الفاضح عن الاتفاق على مرشح واحد، حيث ترشح مصر د. مشيرة خطاب، وترشح قطر د.حمد الكوارى، وترشحت ايضا اللبنانية فيرا خورى والعراقى صالح الحسناوى. ولا شك أن تعدد المرشحين العرب لابد وأن يضعف ــ مرة أخرى ــ فرصة وصول عربى للمنصب. إن فرص مشيرة يزيد منها استنادها إلى الثقل الثقافى و الحضارى لبلدها، والمرشح القطرى يستند إلى الإنفاق القطرى السخى لشراء المنصب، غير أن هذا العجز ــ مرة أخرى ــ عن التوافق على مرشح عربى واحد يقطع بأن أحاديث الوحدة و العروبة ليست لدى بعض العرب إلا كلاما فارغا من أى مضمون حقيقى!
أرسل تعليقك