بقلم/د.أسامة الغزالى حرب
لا شىء يبهرنا نحن المصريين ويشدنا لأن تحتفى ونحتفل به أكثر من الموهبة الفنية، فمصر ليست دولة صناعية مرموقة، وزراعتها محدودة بوادى النيل الضيق. مصر كانت ولا تزال دولة منتجة للثقافة، وشعبها كان دائما ولايزال متذوقا للثقافة، ولذلك كانت مصر دائما ولادة للمبدعين والموهوبين من الفنانين والأدباء والشعراء. وقد سبق ان كتبت هنا – وتحديدا فى 7 يوليو 2014- أحتفى وأرحب بالفنانة الرائعة نيللى كريم، واليوم أحتفى وأرحب بفنان قدير يؤكد كل يوم صعوده بقوة وثقة، إنه محمد ممدوح: شاب فى منتصف الثلاثينات، مارس الملاكمة، ودرس الحقوق، ولكنه احترف الفن الذى حباه الله بموهبته، أى التمثيل. ظهر فى أعمال عديدة سينمائية (الفيل الأزرق، وكدبة كل يوم، وإبراهيم الأبيض، وبيبو وبشير ويوم مالوش لازمة) وتليفزيونية (سيدنا السيد، وباب الخلق، وطريقى، ونيران صديقة وإمبراطورية مين، وظرف اسود، وجراند أوتيل).
غير اننى أكتب هذه الكلمات اليوم بمناسبة الدور الذى أداه محمد ممدوح أمام نيللى كريم فى الفيلم الرومانسي الكوميدى «بشترى راجل» الذى يعرض هذه الأيام من إخراج محمد على. إننى بالطبع لست ناقدا فنيا محترفا ولكنى فقط أكتب كمشاهد عادى وأقول إن أداء محمد ممدوح فى هذا الفيلم الجميل استدعى إلى ذهنى بقوة أداء عبقرى الكوميديا المصرية نجيب الريحانى. إن ممدوح لايمتلك وجها وسيما، ولكنه يمتلك – مثل الريحانى - وجها عاديا، يذكرنا بحقيقة أن العبقرية تتمثل فى الأداء المتقن وفى التعبير الصادق الذى يصل مباشرة إلى قلب المشاهد وعقله.
أرسل تعليقك