بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
أنتمي إلي جيل مايزال يتذكر بقوة عيد النصر الذي كان لفترة طويلة إجازة رسمية منذ اندحار العدوان الثلاثي علي مصر في عام 1956...ولا أتذكر متي توقف الاحتفال به قوميا، ولكنه ما يزال بالطبع هو العيد “القومي” لمحافظة بور سعيد، التي أكن لها ولشعبها حبا وتقديرا وإعجابا خاصا، فتحية وتهنئة اليوم لشعب بورسعيد وقياداته الشعبية والرسمية.غير أن بورسعيد شغلتنا أخيرا بأنباء عن تمثالين بها، أولهما تمثال القائد العسكري المصري العظيم الشهيد الفريق عبد المنعم رياض الذي غضب أهل بورسعيد- ومعهم كل الحق – من الطريقة غير اللائقة التي تم بها نقل تمثال قديم له، ولكن المهم الآن أن يكون التمثال الجديد لائقا- في تصميمه وحجمه ومادته- ليس فقط مع مكانة الشهيد عبد المنعم رياض، الذي يجسد كل المعاني والقيم السامية للعسكرية المصرية، وإنما ايضا مع تاريخ مصر وتراثها العظيم في فن النحت منذ عهود الفراعنة. أما التمثال الثاني فهو تمثال المهندس الفرنسي فرديناند ديليسيبس الذي كان له الفضل الأكبر في دراسة مشروع حفر قناة السويس واقناع الخديو سعيد به. وليسمح لي أبناء بورسعيد بالقول إن الاعتراف بذلك الفضل لديليسيبس ينطوي علي الثقة بالنفس وعلي التصالح الموضوعي مع تاريخنا ومع العالم، فضلا عن أن ديليسيبس لم يكن مسئولا بالطبع عن العدوان الثلاثي الآثم علي مصر عام 1956! وسوف تكون عودة التمثال خطوة يقدرها العالم بلاشك خاصة فرنسا التي كانت وماتزال لها علاقاتها الطيبة مع مصر وحضارتها، خاص منذ أن فك شامبليون ألغاز اللغة المصرية القديمة. إنني أقترح علي محافظ بور سعيد اللواء عادل الغضبان أن ينظم حوارا مجتمعيا حول عودة تمثال ديليسبس بين المؤيدين والمعارضين يشارك فيه رموز بور سعيد المعروفين وعلي رأسهم الكاتبة الكبيرة الأستاذة سكينة فؤاد والمناضل الوطني المخضرم الأستاذ البدري فرغلي, فما رأيكم؟.
أرسل تعليقك