بقلم/ د.أسامة الغزالى حرب
«مهتز نفسيا» ذلك هو الوصف الذي ذكرت الصحف أن أجهزة الأمن أطلقته علي القاتل الذي طعن القمص سمعان شحاتة كاهن كنيسة القديس يوليوس الإقفهصي بعزبة جرجس بالفشن في بني سويف...، والذي كان قد ذهب إلي المرج لجمع تبرعات من تجارها للفقراء. إننا نقدر تماما الجهود الخارقة التي تبذلها أجهزة الأمن لتعقب وملاحقة المجرمين والقتلة الذين يرتكبون تلك الجرائم البشعة...ولكن التوصيف المسبق للقاتل بأنه مهتز نفسيا أو مختل عقليا ...إلخ أمر ينبغي أن تتجنبه الشرطة تماما، فذلك التوصيف يمكن أن تفترضه تحقيقات النيابة، أو أن تنتهي إليه مداولات القضاء، ويمكن أن ينطوي علي نوع من التفسير لفعلته الشنعاء.
ومن حسن الحظ- أو من سوئه !- أن واقعة القتل مسجلة علي مقطع للفيديو انتشر كالبرق علي مواقع التواصل الاجتماعي، وقد شاهدته كما شاهده الملايين وهو يظهر القاتل وهو يجري وراء القسيس الذي كان يحاول الهرب منه، ولكنه وصل إليه وعاجله بطعنات بالسيف الذي كان معه. هل هذا سلوك شخص مختل عقليا؟ إنه شخص يعرف تماما ما يريد... وعندما نرجع لمقابلة مع أحد أصدقاء القاتل وفقا لرواية نشرها موقع الفجر، قال انه – أي القاتل- كان انسانا طبيعيا جدا، زي أي شاب، بالإضافة لشرب الحشيش والخروجات...وفجأة لقيناه من تسع شهور تقريبا دخل في جو الصلاة وبقي يلبس جلابية وبيصلي في الجامع....وأنه كان دائم التكفير للأقباط ..وكثير المشاكل و الخلافات معهم...إلخ.
إن القضية الجوهرية هنا أن ذلك السرطان الذي أطلقنا عليه «الفتنة الطائفية» موجود معنا منذ عام 1972 ولم نفلح حتي الآن في القضاء عليه. ولقد تحدث الرئيس السيسي في بداية ولايته عن تجديد الخطاب الديني، أي عن المواجهة لجذر المشكلة، أي الثقافة الدينية الشائعة والمشوهة، ولكننا لم نتعامل مع هذا الهدف حتي الآن بأي قدر من الجدية كالعادة، منتظرين حادثة جديدة تذكرنا به قبل أن ننساه مرة أخرى.
أرسل تعليقك