بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
الأيام الخمسة الأولى من الإجازة التى قمت بها الأسبوع الماضي، والتى شملت-كما ذكرت بالأمس- زيارة منطقة ومعبد ابو سمبل كانت كلها ضمن رحلة نيلية فى بحيرة ناصر فيما وراء السد العالي، وعندما نذكر بحيرة ناصر، التى هى واحدة من كبرى البحيرات الصناعية فى العالم، تثور على الفور مسألتان: أولاهما، بحيرة ناصر كمصدر لثروة سمكية هائلة تشمل مالا يقل عن ثلاثين نوعا من الأسماك، وثانيتهما: بحيرة ناصر كمكان توجد وتتكاثر فيه التماسيح بأعداد هائلة قرأت تقديرات لها تتراوح بين 30 ألف تمساح و80 ألفا ؟! وكلا الرقمين غير قليل! ولما كان التمساح يتغذى على الأسماك، تخيل عزيزى القارئ مدى الخسارة فى الثروة السمكية التى يسببها وجود هذه التماسيح. ولكن، من ناحية أخرى فإن التماسيح نفسها تمثل ثروة كبيرة، وإن كانت تخضع أيضا لقوانين حماية الحياة البرية. أى أن صيد التماسيح محظور، وفى الوقت نفسه تمثل التماسيح خطرا على الثروة السمكية وعلى حياة الصيادين وغيرهم من المواطنين فى البحيرة! فهل ياترى تتم معالجة حكيمة ومتوازنة لتلك الأوضاع؟ لا أعلم، ولكنى سمعت همسا من كثيرين من الأهالى عن عمليات صيد غير قانونية فى أوقات حظر الصيد لحماية الزريعة السمكية، وعن عمليات واسعة لتهريب الأسماك الناتجة من البحيرة، وعن مخاطر التماسيح والحوادث البشعة التى سببتها، وكذلك عن التجارة غير المشروعة فيها...إلخ، ولأننى لست فى موقع يمكننى من الحكم بشكل عادل على تلك الأقاويل، فإن من المفيد، ومن المطلوب، أن يوضح المسئولون وبشكل منهجى شفاف الحقائق للرأى العام: أين أسماك بحيرة ناصر؟ وكيف يتم تنميتها وتسويقها؟ وماهو التقدير السليم لمخاطر وفوائد التماسيح فى البحيرة؟ اسئلة كثيرة أتمنى أن تكون لدى محافظ أسوان ولدى المسئولين عن بحيرة ناصر إجابات شافية وواضحة عنها!
أرسل تعليقك