بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
فى لقاء قريب لى مع مجموعة من شباب إحدى المهن النخبوية قدمت نفسى باعتبارى كاتبا صحفيا، فقالوا لى أنهم لا يقرأون الصحف، ولا نهتم بشرائها أصلا، قلت لهم كيف إذن تعرفون أخبار بلدكم وأخبار العالم؟ قالوا نعرفها من الموبايل، أولا بأول...
وأسرع بكثير من الصحف نفسها. غير أن هذا الحديث لم يكن- فى الحقيقة- مفاجئا لى، و قد اعتدت كل صباح، عندما تصلنى الصحف، أن أتناولها مع زوجتى لنقرأها...
فى حين ألاحظ أن أيا من ابنتى أو زوج ابنتى- وهم من الشباب- لا يلتفتون إطلاقا لها، ولكنهم أيضا محيطون بالأخبار بشكل معقول، وإن كانت صلتهم بالتحليلات والتعليقات أصبحت أقل من صلتهم بالأنباء وآخر الأخبار، إنهم يحصلون على معلوماتهم من وسائل التواصل الاجتماعى، ومن المواقع الإخبارية العديدة التى أصبحت أيقوناتها بالآلاف على شبكة الإنترنت. إنها تطورات هائلة وكاسحة أعادت تشكيل مصادر الأخبار وسرعة وصولها للمتلقى على نحو غير العالم كله. لذلك لم يكن غريبا أن أخذت الصحف الورقية فى العالم كله تكيف نفسها مع ذلك الواقع ،بما فى ذلك تلك التى أوقفت طبعاتها الورقية (مثل الاندبندنت ، وكريستيان ساينس مونيتور...إلخ)
وليست بلادنا ولا صحفنا استثناء من تلك التطورات! ولا شك أن العديد من الصحف والوسائط الإعلامية المصرية أخذت تطور تطبيقاتها على الشبكة العنكبوتية، ولكن الشوط لايزال طويلا كى نسمع عن تطوير جذرى لمجمل المنظومة الإعلامية والصحفية فى مصر، ولكنه يظل أمرا شديد الحيوية ويطرح تحديا هائلا غير مسبوق على الصحافة الورقية. لقد أسهمت تلك الظروف فى ظهور عشرات من المواقع الإخبارية الجديدة التى تزاحم اليوم بقوة الصحافة الورقية، وتطرح عليها السؤال الذى لا مفر من الإجابة عنه: ما العمل؟!.
المصدر : جريدة الأهرام
أرسل تعليقك