بقلم/ د.أسامة الغزالى حرب
قرأت فى اليومين الماضيين، فى أكثر من مصدر، عن حديث أو تعليمات من د.طارق شوقى وزير التعليم بشأن حظر الحديث عن السياسة فى المدارس. ولأن هذا الموضوع شديد الأهمية، و لأننى أيضا أقدر و أحترم د.شوقى، وأشعر بالإشفاق عليه من ضخامة وصعوبة المهمة الملقاة على عاتقه.. فقد عدت لأطلع على ماذكره الوزير بدقة، فقرأت أنه «شدد على عدم التطرق إلى أى قضايا خلافية ذات صبغة سياسية أو حزبيةحرصا على عدم إقحام طلبة المدارس فى تلك الصراعات...إلخ».
إن هذا الموضوع شديد الأهمية ويتعلق بقضايا حيوية تتصل بالتنشئة السياسية والتعبئة السياسية...إلخ وليس فقط بالقضايا الحيوية للتعليم ومشكلاته. ولذلك كنت أتمنى أن يكون موضوع حوار بين الوزير ونخبة من التربويين والسياسيين...إلخ، فضلا عن ضرورات التناسق العام داخل النظام السياسى نفسه.فنحن نعلم ــ من ناحية ــ أن مصر عانت فى نصف العقد الأخير من الاستغلال الإخوانى المقيت للشباب الذين وقعوا ضحيتهم فى الجرائم الإرهابية التى عانت منها مصر، بل لقد كانت المدارس الإخوانية من أهم أدواتهم للسيطرة السياسية، والتى لاحظنا من مظاهرها مثلا تحجيب الفتيات الصغيرات فى السادسة أو السابعة من أعمارهن! غير أن مصر عرفت أيضا فى المقابل مؤتمرات الشباب المهمة التى عقدت برعاية وبمشاركة الرئيس السيسى نفسه والتى أسهمت بالقطع فى جذب الآلاف من الشباب للمشاركة السياسية، خاصة أنها عقدت فى أنحاء مختلفة فى مصر.. فهل يتصور ألا يتحدث هؤلاء فى السياسة عند العودة لمدارسهم وجامعاتهم؟ من ناحية أخرى فإن هناك فارقا بين الحديث فى السياسة وبين الدور الحتمى الذى ينبغى أن تلعبه المدرسة فى تنمية مشاعر المواطنة لدى التلاميذ، بدءا من طقوس تحية العلم وهتاف تحيا مصر إلى إنشاد النشيد الوطنى، كطقوس أتصور أن الوزارة تحرص عليها بشدة بلا أى استثناء! وللحديث بقية.
أرسل تعليقك