بقلم/ د.أسامة الغزالى حرب
فى ذكرى مرور أربعة وأربعين عاما على حرب أكتوبر، أخذت أتابع على شاشة التليفزيون وقائع الاحتفال بتلك المناسبة العظيمة، وأنا أسأل نفسى: هل يا ترى هناك ما هو جديد يمكن أن نشاهده أو نسمع عنه بعد مرور تلك السنوات الطويلة؟ غير أننى سرعان ما أدركت أن وقائع حرب أكتوبر تشبه الكنز الكبير الذى لا تنفد جواهره الثمينة والغالية، حتى ولو كنا قد عرفنا بعضها من قبل. استمعت إلى البطل اللواء متقاعد جلال مروان الذى كان قائد الكتيبة التى تصدت للواء 190 المدرع الإسرائيلى وأسرت قائده عساف ياجورى.
إننى أحتفظ حتى اليوم بنسخ بعض الصحف المصرية التى حملت فى صفحتها الأولى صور ياجورى وهو يؤدى التحية العسكرية للقائد المصرى ووراءه جنوده الأسرى. وتأثرت أيضا بحرص البطل مروان على أن يشير إلى الجندى محمد تميم ابن الدقهلية الذى دمر ثلاث دبابات فى سبع دقائق، والذى استدعى لذاكرتى أيضا قصة البطل المرحوم محمد عبد العاطى صائد الدبابات الذى دمر بمفرده 23 دبابة، مسجلا بذلك رقما قياسيا فى الموسوعات العسكرية.
واستمعت إلى الحديث الرائع لزوجة بطل الصاعقة الشهيد احمد منسى والتى امتزج فيه بكل صدق حبها لزوجها الذى فقدته مع حبها لوطنها الباقى دوما.شاهدت وانبهرت بقصة المساعد أحمد إدريس صاحب فكرة استخدام اللهجة النوبية كشفرة للتواصل فى الحرب والذى انهمرت دموعه وهو يتسلم من الرئيس وسام النجمة العسكرية.
ومع أننى أعرف جيدا السيد أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة العربية، إلا اننى انبهرت بخطابه الرصين المحكم الذى استعرض فيه - بدقة وتفصيل - الدعم العربى لحرب أكتوبر. وأيضا وكعادتها دائما حذبت السيدة جيهان السادات الأسماع والأبصار بشخصيتها القوية المتفردة وحديثها الذى يصل بصدقه وطلاقته إلى العقول والقلوب. حقا، إن ذكريات أكتوبر كنز لا يفنى أبدا !
أرسل تعليقك