د.أسامة الغزالى حرب
كما يعلم بعض القراء على الأقل فإن فيلم «الشيخ جاكسون» ، بطولة أحمد الفيشاوى و إخراج عمرو سلامة، يدور حول قصة رجل دين، شيخ وإمام مسجد، كان معجبا فى أيام دراسته وشبابه، بأسطورة الغناء الأمريكى مايكل جاكسون، لدرجة أن أطلق عليه معارفه اسم «الشيخ جاكسون»! وأن هذا الشيخ تأثر بشدة بالخبر الذى ساد العالم يوم 25 يونيو 2009 عن وفاة جاكسون، ويطرح الفيلم التساؤل: هل سيستطيع هذا الشيخ أن يمارس حياته الطبيعية بعد ذلك ..أم أنه سوف يكون أسيرا لذكرياته وإعجابه الشديد بالفنان الذى رحل، ويندمج الإثنان فى قلب رجل واحد؟ فكرة الفيلم جديدة، ولكنها ليست بعيدة عن الواقع. ولكن المدهش فى الأمر أن يقدم أحد «المحامين» بتقديم بلاغ يتهم الفيلم بازدراء الدين الإسلامي، وفقا للمادة 98- ومن قانون العقوبات (وأنا أفضل هنا ألا تذكر الأسماء فى تلك الحالات حتى نفوت عليهم فرصة الشهرة على حساب التشهير بالأعمال الفنية). وكما جاء فى الأنباء، فإن قرار النيابة بعد التحقيق مع مخرج الفيلم عمرو سلامة، كان هو عرض الفيلم على لجنة من الأزهر.
وهنا يثار أكثر من سؤال مهم وجاد: ما هى علاقة الأزهر بالموضوع كله..، خاصة أن موضوع الفيلم ليس دينيا، ولا يتطرق للعقيدة الدينية ولا للأنبياء والرسل على الإطلاق. فهل يعرض الفيلم على الأزهر لأن بطل الفيلم شيخ معمم؟ هذا أيضا أمر يثير التساؤل: فهل وجود شخصية محام فى فيلم يوجب عرضه على نقابة المحامين، مثلما أن وجود شخصية طبيب توجب عرضه على نقابة الأطباء؟...إلخ إن إثارة مثل تلك المسائل التافهة لا يتناسب مع تراث مصر الثقافى ولا مع تاريخها الفنى والسينمائى الطويل، وأبجديات احترام الإبداع الفني.أرجو وأتمنى أن يكون رد الأزهر بايجاز «هذا الموضوع بعيد عنا، ولسنا جهة الاختصاص»!
أرسل تعليقك