بقلم/د.أسامة الغزالى حرب
داهمتنى ذ منذ منتصف الأسبوع الماضى ـ نوبة برد سخيفة أخذت أقاومها وفقا للنصائح المعتادة للأطباء:المشروبات الساخنة، والأدوية البسيطة المخففة للألم و الراحة فى السرير..إلخ و لكن يبدو أن تلك التصرفات لم تكن كافية على الإطلاق لكبح جماح الدور الذى أخذ يتصاعد فى شكل نوبات سعال حادة، ثم تدهور الوضع مع ارتفاع درجة الحرارة التى تحتم معها تناول مضاد حيوى...إلخ. و كان من الممكن التعايش مع ذلك الوضع السخيف و الاستمرار فى كتابة هذا العمود، و لكن مع زيادة وطأة المرض اضطررت للاتصال بزميلى العزيز الأستاذ محمد أبو الفضل المشرف على صفحات الرأى لأخبره باعتذارى عن عدم كتابة العمود إلى حين زوال هذا المرض اللعين، و كان أبو الفضل كريما للغاية فكتب فى عدد الأمس (الأحد) لافتة كبيرة....يعتذر فلان عن عدم كتابة عموده اليوم نظرا لمرضه! و صحوت صباح امس على صوت أستاذى العزيز د. على الدين هلال مستفسرا عما قرأه فطمأنته و تواعدنا على لقاء قريب، ثم اتصل بى الأخ و الصديق د. طه عبد العليم ليطمئن وليقول لى نصيحة غالية استقاها من معيشته الطويلة فى موسكو أيام الدراسة، و هى لا تترك نفسك للبرد أبدا و احرص على أن تشعر دائما بالدفء؟! ثم توالت الاتصالات على زوجتى للاتصال و الاطمئنان...وهكذا خرجت من هذه التجربة القصيرة بفوائد جمة، أولاها: نصائح وتجارب مهمة لمقاومة البرد كنت أجهلها أو أتجاهلها طوال هذا العمر. ثانيتهما، يقينى الذى لايتزعزع بأن أفضل ما يمكن ان ينعم به الله على أى منا هو حب الناس له. تلك نعمة لا تقدر بأى مال !
ثم كان أجمل ما تلقيته هو بيت من شعر المتنبى أرسله لى زميلنا المتيم به الأستاذ محمود القيعى:
المجد عوفى إذ عوفيت و الكرم وزال عنك إلى أعدائك الألم!
و كان هذا دافعا لأن أكتفى بالاعتذار عن عدم الكتابة ليوم واحد فقط!
أرسل تعليقك