بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أضم صوتى لصوت أستاذنا الكبير صلاح منتصر فى رجائه الحار للأستاذ كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة (الأهرام 9/8) لعدم اتخاذ قرار زيادة أسعار بيع الصحف لمواجهة الزيادة الكبيرة فى نفقاتها وعلى رأسها الورق وتكاليف الطباعة وغيرها. واتفق أيضا معه تماما فى أن هذه الزيادة الجديدة سوف تكون قاصمة للصحف فى هذه المرحلة وستؤدى إلى نتائج عكسية. غير أننى لا أعتقد أن الحل الذى يقترحه الأستاذ صلاح (تخفيض عدد صفحاتها، وتجويد انتاجها) سوف يحل المشكلة ...لأن ثورة القارئ وغضبه منها على نحو فاصل فى تاريخها حدث فعلا.
الذين يقرأون الصحف الورقية يتضاءلون فعلا فى مصر وفى العالم كله ، وفى مصر أكثر! هل تعرف اليوم يا أستاذ صلاح صبيا أو مراهقا أو شابا يقرأ الصحف الورقية؟ للاسف لا! وعندما تصلنى صحف الصباح يوميا لايقترب منها أولادى . المشكلة تحتاج إلى إبداع بالمعنى الحقيقى فى مواجهتها.
إننى أتصور أن تجتهد المؤسسات الصحفية كلها لتنويع أنشطتها بما يتجاوز بكثير مجرد وظائفها التقليدية ، أولا بالتحول إلى مؤسسات ثقافية عامة تقدم خدمات تتجاوز مجرد تقديم أخبار «بايتة» سبق أن عرفها المواطن ليس فقط من خلال آلاف القنوات الفضائية الإذاعية والتليفزيونية، وإنما ـ من خلال شبكة الانترنت التى تنقل له الدنيا كلها، خاصة- وذلك هو الأهم و الأخطرـ من خلال جهاز الموبايل الذى يحمله فى يديه.
والمدهش هنا ايضا أن المواطن المصرى محدود التعليم أو حتى الأمى يتقن تماما التعامل مع أجهزة الموبايل وتطبيقاتها المختلفة، والأمر نفسه ينطبق كما نلاحظ جميعا على الأطفال الذين يدهشون ذويهم حتى وهم فى سنوات العمر الأولى بقدراتهم الفائقة على التعامل مع تلك الأجهزة، فى الوقت الذى لا يلحظون فيه ابدا شيئا اسمه الصحف أو الجرائد او المجلات...إلخ. العالم تغير يا أستاذ صلاح وضاعت فى زحام التغيير الصحف وورقها الغالى أو الرخيص!.
المصدر :جريدة الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك