بقلم/ صلاح منتصر
تمهلت بى السيارة أمام مبنى الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى شارع صلاح سالم لأجد نفسى مشدودا إلى اللافتة المضيئة التى تعكس أرقام السكان فى مصر، وقد لفت نظرى أنه خلال الثوانى التى مررت بها على المبنى زاد سكان المحروسة عشرة أفراد .
شغلنى الرقم ورحت أفكر فى نتائج هذه الزيادة التى حدثت فى ثوان وكيف ستصبح فى نهاية سنة ، ثم رحت أفكر فى مستقبل هذه الأعداد القادمة من السكان بعد خمس سنوات فقط عندما يطالب كل منهم بمكان فى مدرسة وحصة من الطعام والماء والعلاج والكساء، مع مراعاة أنه خلال هذه السنوات الخمس سيرد ملايين جدد لا تتوقف مسيرتهم .
جعلنى هذا أستشعر ضخامة مسئولية من عليه أن يوفر مطالب المصريين بصورة لا تتوقف، ورحت أسأل نفسى: هل يستشعر كل مواطن هذا العبء ويدرك «أد إيه» الزيادة السكانية يمكن أن تؤخر الشعب؟ . لهذا كتبت إليك لأقترح ضرورة نشر لافتات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى مختلف الميادين ليس فى القاهرة فقط وإنما فى كل المحافظات . وربما كان الإجراء صعبا لو طلبت هذا المطلب من عشر أو حتى خمس سنوات ولكن اليوم مع التقدم الذى وصل إليه العلم والذى لابد أن جهاز التعبئة العامة والإحصاء يستخدمه فإن ذلك يصبح سهلا، فهل أطمع فى تأييد اقتراحى ليرى النور لعل وعسى يكون ذلك سبيلا يرى الناس من خلاله خطر الزيادة السكانية التى تهددنا : لواء جوى متقاعد عبد المنعم رحمى.
ومن ناحيتى أؤيد بشدة اقتراح اللواء عبد المنعم رحمى وأعتقد أن اللواء أبوبكر الجندى رئيس جهاز التعبئة العامة والإحصاء سيسعده ذلك، خاصة بعد أن ينتهى من عملية التعداد الكبير التى يقوم بها وتعلن نتائجها قريبا.
ولعلى أضيف على الاقتراح ألا يكون الإعلان فقط عن عدد السكان وإنما عن بيانات أخرى مثل أرقام الاستهلاك والواردات وأعداد التلاميذ والمستشفيات والمرضى وغير ذلك مما يجب أن يعرفه المواطن ويجعله يعيش واقع وطنه حتى تتحقق توعيته بصورة مباشرة تجعله يرى تعداد السكان بعينيه والخطر الذى يهددنا لعله يسهم فى حله !
أرسل تعليقك