بقلم/ صلاح منتصر
لفترة طويلة ظل الإخوان وأنصارهم ينكرون أى علاقة لهم بعمليات الإرهاب العديدة التى تشهدها مصر ، وعلى أساس أنه بعد كل عملية يخرج بيان ينسبها إلى «داعش» أو أى منظمة أخرى لا تفسر سبب الشر الذى ترتكبه ضد المواطنين المصريين، سوى أن تغسل أيدى الإخوان وتحاول تبرئتهم من هذه العمليات !
وعندما جرى تفجيرا كنيستى طنطا والإسكندرية فى توقيت واحد تقريبا يوم «أحد الآلام» صدر بيان ينسب الجريمتين إلى «داعش» ، وكتب كاتب كبير معروف بميوله أغرب تفسير لهذه الانفجارات إذ قال ـ وأنقل كلماته حرفيا ـ : «إن استهداف الكنائس فى سيناء أو خارج حدودها تم بعد التضييق الشديد على تنظيم داعش والردع القوى لهم من قبل القوات المسلحة والشرطة، الأمر الذى اضطرهم إلى البحث عن أهداف يمكن الوصول إليها لإزعاج السلطة ومواصلة تحديها ، وهو تقدير إذا صح يعنى أن ما أقدموا عليه هو جريمة أريد بها مكايدة النظام القائم ، وكان الأقباط ضحية له ! »
وبالإضافة إلى المعانى الغريبة للعبارة إلا أنها فى جانب تؤكد نجاح القوات المسلحة فى معركتها ضد الإرهاب فى سيناء بحسم سيطرتها أخيرا على «جبل الحلال» الذى ظل مركزا آمنا للإرهابيين تحميهم فيه الطبيعة القاسية للجبل وطرقاته الوعرة غير المألوفة لقوات نظامية لم يسبق وصولها إلى هذا الجبل من قبل .
جاءت بعد معركة جبل الحلال، عمليتا الكنيستين اللتان نجح فيهما جهاز الأمن بسرعة فى كشف شخصية الفاعلين وتتبع اتصالات وعلاقات كل منهم ، فإذا الطريق بين الاثنتين يبدو واحدا ويقود إلى مزرعتين فى محافظتى البحيرة والإسكندرية تبين أنهما تستخدمان «لتربية العناصر الإرهابية» وتدريبها على عمليات الشر والتخريب التى تمارسها بعد أن تزودهم باحتياجاتهم من ذخائر ومتفجرات وأحزمة وبنادق وغيرها مما ضبط بكميات كبيرة فى مخازن تحت الأرض . لكن الأخطر ـ كما كشفت التحقيقات ـ أن المزرعتين يمتلكهما «قياديان معروفان من الإخوان». ورغم أهمية النتيجة فإننى أراها بصيصا من النور فى نفق الإرهاب المظلم أنتظر أن يتسع ويكشف المستور !
أرسل تعليقك