بقلم : صلاح منتصر
تعجبنى كثيرا الكتب المحدودة الصفحات التى يبحر كاتبها فى موضوعات غير مألوفة يمضى السنوات فى بحثه ليقدم للقارئ بلغة بسيطة مالم يكن يعرفه. والكتاب الذى أعرضه ركز كاتبه على الشخصيات التى ذكرها الحق فى قرآنه الكريم دون أن يسمها. وقد حكى لى مؤلف الكتاب أنه قرأ كتابا صغيرا فى مكتبة جده عن الذى حقق طلب سيدنا سليمان إحضار عرش بلقيس ، وكان السائد أنه أحد الجان، لكن القرآن يقول: «قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك». وهو ما يعنى أن الله وهبه القدرة الخارقة التى تفوق قدرات الجن وهو آصف بن برخيا أحد أولياء الله الصالحين وأحد وزراء سيدنا سليمان. ومن هذه البداية تعلق العميد محمد فؤاد حسين بالبحث عن مثل هذه الشخصيات التى أحصى منها 22 شخصية.
والأعمى الذى قال الحق عنه «عبس وتولى أن جاءه الأعمى» هو «عبدالله بن أم مكتوم»، وكان قد دخل على رسول الله أثناء جلوسه مع كبار رجال قريش يدعوهم إلى الإسلام عندما قاطعه الأعمى وقال : يارسول الله علمنى مما علمك الله «وكرر ذلك وهو لايدرى أن الرسول مشغول بالقوم فعبس فى وجهه أحد الحاضرين وليس الرسول كما هو مشهور فنزلت الآية الكريمة التى جعلت الرسول يرحب به دوما . أما «ابن نوح» الذى رفض أن يركب مع والده وكان من الغارقين فهو «كنعان بن نوح». ويتحدث الكتاب عن ذى القرنين وكان ملكا صالحا وقيل إنه الإسكندر ولكن ليس «الإسكندر المقدونى «الذى جاء ذو القرنين قبله بزمن طويل يصل إلى أكثر من ألفى سنة .
وفى سورة الكوثر يقول الحق : «إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر». ومعنى الأبتر لغويا المنقطع عن كل خير وقد نزلت الآية عندما مات القاسم ابن الرسول ففرح «العاصى بن وائل» متصورا أن وفاة أولاده الذكور انقطاع لنسله. وغدا نكمل أسرار شخصيات أخرى.
المصدر :جريدة الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك