بقلم/ صلاح منتصر
تحت هذا العنوان كتب اللواء دكتور سمير فرج فى «الأهرام» قبل أسبوعين يحكى أنه عندما كان محافظا للأقصر لاحظ أثناء مروره على السنة الأولى ابتدائى فى إحدى المدارس ثلاثة تلاميذ نائمين حاول إيقاظ أحدهم لكنه لم ينتبه ، وكانت المفاجأة عندما اكتشف المحافظ أن نوم التلاميذ ليس بسبب مرض يستدعى ذهابهم إلى العيادة وإنما لأنهم كما ذكرت مدرسة الفصل بعد أن سألتهم واحدا واحدا «لم يفطروا». وقالت المدرسة: على فكرة ياسيادة المحافظ إحنا كل يوم عندنا أكثر من حالة مثيلة لتلامذة كلهم مابيفطروش وبييجوا نايمين!
ويحكى اللواء سمير فرج أنه من المدرسة استقل أول طائرة إلى القاهرة ، وفى اللقاء الذى تم على غير موعد مع رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف أعلن أنه لن يعود إلى الأقصر إلا إذا تم وضع حل لهؤلاء التلاميذ الفقراء الذين لا يفطرون. وبالفعل استطاع رئيس مجلس الوزراء مع وزير المالية يوسف بطرس بصورة عاجلة تدبير اعتمادات عاجلة لوجبة إفطار سريعة جافة جرى توزيعها على المدارس، وهى التى أصبحت توزع على التلاميذ وحملت الأخبار أخيرا ظهور حالات تسمم غذائى بين التلاميذ بسببها مما جعل الوزير يوقف توزيع هذه الوجبة.
ومن الحكاية التى ذكرتها تظهر أهمية هذه الوجبة المتواضعة التى رغم أنها بسكويتة أو فطيرة أو قطعة حلاوة فإنها تكلف الدولة نحو مليار جنيه ، ولهذا تبدو ظاهرة تسمم تلاميذ أكثر من محافظة بسببها أمرا يثير الشكوك خاصة أن تحاليل الصحة لم تكشف عن أى ميكروب فى الوقت الذى خرج فيه بسلام جميع التلاميذ الذين شكوا من التسمم ، الأمر الذى يشير إلى أن هناك يدا شريرة تحاول تشويه صورة الحكومة على أساس أنها تقدم للتلاميذ غذاء فاسدا . وهو مايجب أن يجرى التركيز عليه لكشف هذه اليد وفى الوقت نفسه إعلان التفاصيل التى تمر بها هذه الوجبة للمدارس حتى يكون الأمر مكشوفا ومعروفا.
الأمر الآخر حرمان التلاميذ من هذه الوجبة التى تمثل شيئا مهما وترتفع نسبة الحضور أيام توزيعها . ولهذا فإن قرار وقفها يعتبر انتصارا للشر وهزيمة لدولة لا تستطيع كشف المجرم الذى يدس لها السم!
أرسل تعليقك