بقلم - صلاح منتصر
نجح الرئيس ترامب في جعل 13 كلمة نطقها أعلن فيها القدس عاصمة لإسرائيل بأن يبعث الحياة في القضية الفلسطينية وأن تجد مكانها فوق السطح بعد أن غاص ملفها في الأعماق تحت ملفات كثيرة حتي بدا أنها ذهبت إلي مخزن النسيان . استطاع ترامب بحركات يديه وأصابعه وشفتيه في أثناء كلماته أن يستفز العالم ويبعث فيه انتفاضة مع الحق ظهرت في جلسة مجلس الأمن التي تم دعوتها علي عجل يوم الجمعة وتسابق فيها ممثلو الدول ومنهم بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين ( الدول الأربع دائمة العضوية ) لتأكيد عدم شرعية القرار الأحادي الذي تصور ترامب أنه سيضلل به العالم وينال تصفيقه ، فإذا به علي عكس ماكان يتصور يجعل المتحدثين يعلنون في جرأة غير عادية وميكروفونات مجلس الأمن مفتوحة علي مختلف القنوات ، أن إسرائيل دولة محتلة ، وأن ماتقيمه في الأرض التي تحتلها من مستوطنات هو عمل غير مشروع ، وأنه مهما يطل الزمن فليس هناك حل للنزاع غير دولتين لهما حدودهما المحددتين : فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وإسرائيل ولها القدس الغربية .
الرئيس الأمريكي مشكورا جعلنا نسمع كلمة الحق المكتومة تنطق بها دول العالم واضحة صريحة قوية في حضور ممثلي أمريكا وإسرائيل ، وهو مايجعلنا أولا نشكر هذه النخوة العالمية التي استفزها ترامب وجعلت ضمير العالم يتذكرالحق الفلسطيني ويعلنه ، وثانيا يجعلنا نستثمر هذه الفرصة التي وحدت في لحظة مختلف شعوب المسلمين بحيث لا نجعلها وحدة للطم الخدود والمظاهرات التي تنتهي بتعطيل العمل وتكليف دولنا أعباء مالية كبيرة إلي جانب ماقد نفقده من ضحايا نتيجة مايقع من مصادمات .
ما يجب أن نعمله هو الحفاظ علي هذا الدعم العالمي الذي فاجأنا وجعل الرئيس الأمريكي بجلالة قدره يصبح معزولا وحده مع أوهامه التي يتصور أنها تحقق السلام بينما هو يدعم الاحتلال وعدم الشرعية. وإذا كانت دول العالم قد هبت متذكرة الحق الفلسطيني فهذه فرصة تاريخية لتشجيع هذا العالم العادل لإحياء قضية فلسطين بكل عناصرها التي تسعي إسرائيل لدفنها متصورة أنها ماتت فإذا بهذه القضية اليوم في كامل نشاطها بفضل ترامب والعالم الذى انتفض !
أرسل تعليقك