بقلم - صلاح منتصر
لم أشهد الحفاوة الواجبة التى كان يجب أن نتعامل بها مع الطفل عبدالرحمن حسين (13 سنة ) الذى نال وصف «أذكى طفل فى العالم» وكأننا لانقدر الذكاء ولا نشجع المواهب المصرية، أو لم يفز الطفل المصرى فى مسابقة عالمية جادة .
المسابقة أقيمت فى ماليزيا فى الشهر الماضى، واشترك فيها ثلاثة آلاف طفل توافدوا من كل العالم لدخول اختبار «الذكاء العقلى». ويوم الامتحان وزعت على التلاميذ ورقة الأسئلة التى تحوى 300 سؤال حسابى كان المطلوب من المتسابقين حلها فى فترة 8 دقائق دون الاستعانة بآلة حاسبة أو أى جهاز، وإنما فقط الاعتماد على قدراتهم الخاصة . وقد انتهى الامتحان بفوز المصرى عبد الرحمن على كل المتسابقين ونيله وصف «أذكى طفل فى العالم».
يحكى عبدالرحمن أنه منذ سن سبع سنوات وكان فى الصف الثانى الابتدائى بدأ ينمى قدراته الذهنية والحسابية من خلال عمليات حسابية معقدة يعتمد فيها على نفسه دون مساعدة أى آلة حاسبة. ولم يكتف بذلك بل راح ينمى قدراته من خلال التعمق فى دراسة برنامج يسمى «برنامج الذكاء العقلى» مما شجعه على التقدم للاشتراك فى مسابقة ماليزيا فور الإعلان عنها .
وفى الامتحان الذى قام فيه عبد الرحمن بحل 300 سؤال حسابى يقول إنه فى كل مسألة كان يعتمد فى ذاكرته على «عداد صينى» معروف فى الصين باسم «أباكس» ويستخدم فى تعليم الأطفال العمليات الحسابية، ويضيف أنه فى خياله كان يقوم بحل كل مسألة فى ثوان.
وبينما كان جدول الضرب من أوائل مانتعلمه فى المدارس أصبحت ألاحظ أن شباب اليوم الذين يعملون باعة يعتمدون كليا على الآلة الحاسبة حتى فى جمع 2 زائد 4، مما يعنى أن التعليم لم يدرب عقول الأطفال على العمليات الحسابية المختلفة، ومع ذلك تمكن عبدالرحمن حسين فى هذا المناخ التعليمى أن يتفوق على أطفال العالم، مما يعتبر استثناء فى تعليم يعتمد على الآلة الحاسبة! هذا الطفل يجب تكريمه لأنه تكريم للذكاء.
أرسل تعليقك