بقلم - صلاح منتصر
الإختراعات الحديثة على مايبدو تساعد الناس على النصب ، وأحدث هذه الوسائل نوع جديد من أقلام الحبر الجاف التى تنتجها الصين، وقد تلقيت رسالة مصورة عن هذا القلم توضح أنه بعد كتابة مثلا توقيع على أى مستند يتم بولاعة تسليط نارها على التوقيع فيختفى تماما من فوق سطح الورقة ، ويمكن بعد ذلك تزوير التوقيع نسيت حكاية القلم حتى كنت فى زيارة لأحد البنوك فى مصر وأخرجت قلمى لأوقع الإيصال المقدم لى، ولكن موظف البنك اعتذر بعدم قبول أى توقيع لا يستخدم القلم الذى فى يده وهو نوع من الأقلام وزعتها إدارة البنك على جميع موظفيها . وسألت وقيل لى إنهم فوجئوا بتوقيعات من زبائن تختفى من فوق سطح الورق بعد أيام ، وأنهم اكتشفوا وجود أقلام تساعد على ذلك فكان أن قاموا بعملية بحث حتى وقع اختيارهم على نوع الأقلام التى قرروا عدم قبول أى مستند لا يكون موقعا بغيرها !
وأحكى عن بيتين من الشعر نشرتهما يوم الخميس 11 يناير ضمن استراحة مع الشعراء يقولان : هجرت بعض أحبتى طوعا لأننى ، رأيت قلوبهم تهوى فراقى /نعم أشتاق ولكن ، وضعت كرامتى فوق إشتياقى
وقد نسبت البيتين إلى شاعر النيل حافظ إبراهيم كما عرفت من أحد مواقع البحث، ولكننى تلقيت رسائل تقول إنهما لأمير الشعراء أحمد شوقى وأنهما مكسوران. واستعنت بصديقى وجارى فى هذه الصفحة الشاعر الرقيق الأستاذ فاروق جويدة الذى عاد كما أخبرنى إلى «الشوقيات» التى تضم مجموعة أعمال أمير الشعراء، وإلى الديوان الكامل لحافظ إبراهيم ،فلم يجد ذكرا للأبيات فى أى من الديوانين مما يعنى أنها لمجهول وتم دسها على أحد الشاعرين الكبيرين . وقال لى فاروق إن البيتين غير موزونين وأنهما : هجرت أحبتى طوعا لأننى رأيت قلوبهم تهوى فراقى / نعم أشتاق أصحابى ولكنى وضعت كرامتى فوق اشتياقى .
وأضاف فاروق فى البيت الأول جاءت كلمة «أحبتى» بينما فى البيت الثانى يقول «أصحابى» وهو خلل لا يصدر عن شاعر محترف لأن الصحيح نعم أشتاق لأحبابى وليس لأصحابى . حتى الشعر يجرى تزويره !
أرسل تعليقك