بقلم - صلاح منتصر
أقرأ فى وقت واحد خمسة كتب لكن عندما وصلنى كتاب «بدون سابق إنذار« وبدأت أتصفح صفحاته الأولى وجدت نفسى لا أتركه يومين حتى التهمته رغم قسوة الكلمات التى تصف فيها الكاتبة الأستاذة «أنيسة عصام حسونه» رحلتها المفاجئة مع مرض السرطان، وكيف فى خلال أيام معدودة كانت تتحرك مثل الجبل ثم فجأة « بدون سابق إنذار» اكتشفت بالصدفة من خلال تحليل شكلى تبعه تحليلات مكثفة أن المرض استشرى وسيطر وتمكن وهى لا تدرى، فلما عرفت انهار الجبل وأصبحت أضعف من طفل. الكتاب يحكى بالتفصيل رحلة إنسانة سليمة وجدت نفسها مريضة ، ومن مصر إلى ألمانيا وبعد أن كان مقررا ألا تزيد فترة إجراء عملية الاسئصال والنقاهة على أسبوع أو عشرة أيام صادفت لسوء الحظ أسوأ الآثار التى يمكن أن تنتج فى مثل حالتها فبقيت فى المستشفى 42 يوما خرجت منها متساندة إلى المطار إلى القاهرة لتعود لأول مرة فى حياتها ودون أن تحمل هداياها التى تعودت أن تحملها إلى الأحفاد كلما سافرت .
أسجل سريعا أهم رسالات الكتاب الذى أصدرته دار الشروق :
1ـ إنه أخبث مرض عرفه البشر فلا آلام ولا دلائل وإنما هى الصدفة التى تكشفه إلا إذا جرى الكشف الدورى الدقيق سنويا على الأقل.
2ـ العلاج غال ولا يقدر عليه إلا من هم فى طبقة مادية عالية جدا، ولذا فأفضل وسيلة التأمين المبكر.
3ـ رحلة العلاج بالكيماوى متعبة ولا بد للمريض معرفة ذلك، وقد تكون بعض الأحيان أقسى من آلام المرض.
4ـ يقتضى المرض معاملة خاصة للمريض ممن حوله أساسها ألا ينظرون إليه بإشفاق فيزيدون متاعبه نفسيا، وإنما يتعاملون معه بحنان وبين الشفقة والحنان فرق كبير .
5ـ أهم فروق العلاج فى مصروالخارج : التمريض . المحمول فى مصر فى يد الممرضة دوما، ورجل الأمن «داخل خارج» فى الغرف المفروض أن يسودها الهدوء الكامل و..و..
6ـ الطبيب الأجنبى صريح مع المريض ..أمامك سنتان وبعدها سيأتى المرض وتكون النهاية . الطبيب المصرى كلماته مريحة .الإيمان فيها بمعجزة الخالق وفير ،والآمال لا تنقطع ومين عارف ..أيهما أفضل ؟ أميل إلى لغة الأمل.
أرسل تعليقك