بقلم - صلاح منتصر
بعبقريتها وحسها الفنى العالى استطاعت الدكتورة إيناس عبد الدايم، مديرة دار الأوبرا إن تخطف ليلة من الجدول الذى تعده مقدما قبل بداية الموسم وتطبعه فى مجلد فاخر تلتزم به . أطلقت على الليلة «فى حب شادية » وكانت فعلا ليلة لا تنسى ليس فقط لفنانة تستحق كل تقدير، وإنما أيضا لإظهار كم كانت الأغنية المصرية كلمات وألحانا وآداء تغذى وجدان المصرى والعربى وترفع حسهما الفنى .
فى الجدول المكتوب لدار الأوبرا كانت ليلة الخميس الماضى (7 ديسمبر) مخصصة لذكرى الشاعر الكبير كامل الشناوى، الذى لو حدث وجرى سؤاله لتنازل بكل حب لاستعادة فن العظيمة شادية، التى لا يذكر الوحد لها فيلما من أفلامها الـ 115 لم يستمتع به ، ولا أغنية من 500 أغنية غنتها لم تمس الوجدان ، بالإضافة إلى بصمتها الرائعة فى المسرحية الوحيدة التى أدتها لأول وآخر مرة على المسرح، وكان مقدرا لها أن يسدل ستارها بعد شهر واحد، فاستمرت ثلاث سنوات، واضطر منتجها سمير خفاجى إلى إنهائها بناء على طلب شادية .
قدمت السهرة توليفة بالغة الجمال من 14 أغنية شدت بها شادية، بدأت بـ«إدخلوها سالمين» وانتهت بـ«ياحبيبتى يامصر». عزفت الألحان فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو الشاب المتمكن أحمد عامر .وقد بدت الأغانى كلها رغم أن صاحبتها اعتزلت عام 86، وكأنها كلها خرجت لتوها من الاستوديوهات ، ومازالت تنبض بالحياة والحلاوة والحيوية.
امتلأت دار الأوبرا، بما فيها الأدوار العليا بعشاق الفن الأصيل، وكانت الليلة فرصة لنتعرف على مجموعة من أصحاب الأصوات الجميلة: الطفلتين فرح عادل وروضة عصام ، والكبار أحمد عفت، ومى حسن، وإيمان عبد الغنى، ونهى حافظ ، ومروة ناجى مما جعلنا نسأل، وكان يجاورنى الفنان مجدى صبحى شقيق الفنان القدير محمد صبحى : أين أصحاب هذه الأصوات الجميلة فى سوق الفوضى الغنائية التى تطاردنا اليوم . وماذا لو لم يكن الدور العظيم الذى تقوم به الأوبرا المصرية فى احتضان المواهب الحقيقية وتنميتها، فهل يجرى تجاهلهم كما يحدث فى الفلوس عندما تطرد الأوراق البالية القديمة الأوراق الجديدة الزاهية ؟!.
أرسل تعليقك