بقلم - صلاح منتصر
ماذا تفعل عندما تفاجأ بفاتورة أحد المستشفيات الخاصة تطالبك برقم أكثر كثيرا مما توقعته أو قدرته ؟ ..
الحكاية حدثت فى أحد مستشفيات العاصمة الأردنية عمان وظلت لأيام حديث وسائل الإعلام الأردنية وصفحات التواصل الاجتماعى، وتحكى عن زوج أدخل زوجته التى جاءها المخاض لتضع طفلها، وقبل دخول السيدة غرفة العمليات أبلغت إدارة المستشفى الزوج بأنه سيتكلف 250 دينارا لعملية الوضع. ووافق الزوج وطلب إكمال الإجراءات الروتينية حتى تقوم زوجته ومولودها بالسلامة . (الدينار الأردنى أكثر قليلا من 25 جنيها مصريا) .
إلا أن الزوج فوجئ بعد انتهاء الولادة ووضع زوجته مولودا ذكرا بفاتورة من المستشفى تطالبه بألف دينار (أربعة أضعاف المبلغ الذى جرى الاتفاق عليه) وعلل المستشفى ذلك بأن الأطباء اضطروا لإجراء عملية «ولادة قيصرية» نظرا لصعوبة الولادة الطبيعية لعدم مناسبتها لصحة الزوجة وصحة الجنين أيضا .
وقد فوجئ الزوج بالمبلغ المطلوب وراح يصرخ من الصدمة وأخيرا أبلغ المستشفى أنه لم يتفق معهم على هذا المبلغ الكبير للقيام بالولادة، وأخذ زوجته وخرج من المستشفى معلنا تركه الطفل لإدارة المستشفى ليتولوا العناية به لأنه لا يملك المبلغ المطلوب منه. ورغم محاولة إدارة المستشفى تهدئته والتوصل معه إلى اتفاق حول تقسيط المبلغ أو حلول أخرى إلا أنه أصر على قراره بترك الطفل للمستشفى !
ولا أعلم كيف انتهت الحكاية التى أتوقع أن تشهد تخفيضا كبيرا من إدارة المستشفى للفاتورة التى تطالب بها، وتطوع بعض الأردنيين لسداد الباقى بعد التخفيض وتسلم الزوجين طفلهما الذى لا ذنب له فى الفاتورة المرتفعة .
هل يمكن أن تكون هذه هى النهاية السعيدة للحكاية، وإذا كان الزوج قد وجد من يخفف عنه صدمته التى تناولتها وسائل الإعلام، فماذا عن الذين يتلقون الصدمات بعيدا عن الإعلام ؟ وهل يستطيع أهل المريض رهن مريضهم عندما يجدون أن تكاليف الليلة فى بعض المستشفيات قد أصبحت عدة آلاف بحجة دخوله «العناية المركزة »، وهى شماعة ألاحظ أنها زادت لتبرير الأرقام الخيالية المطلوبة من المريض ؟ .
أرسل تعليقك