بقلم - صلاح منتصر
فى حركة استعراضية وقع الرئيس الأمريكى أمام عدسات التصوير بيان إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ويمكن الحصول على البيان بسهولة من موقع البيت الأبيض .
وفى الجزء الأول الذى يسرد فيه مبررات قراره يقول نصا » منذ بدأت إسرائيل جعلت عاصمتها فى مدينة القدس its capital in the city of Jerusalem والمعنى أن القدس لم تجعلها إسرائيل عاصمتها وإنما جعلت عاصمتها فيها «فى إشارة واضحة إلى القدس الغربية لا كل القدس» . ولكن ترامب يتجاوز هذه الحدود ويعلن بعد ثلاث فقرات «إننا نعترف أخيرا بما هو واضح بأن القدس عاصمة إسرائيل» . وهو قول يمنح المحتل إمتيازا على خلاف كل القوانين ، ويعطى فيه ترامب مالا يملكه إلى من لا يستحق .
والتناقض الأكبر أن يصف ترامب قراره بأنه «لايمثل موقفا تجاه أى قضايا تتعلق بالوضع النهائى مضيفا بعد ذلك أن القدس هى إحدى القضايا الأكثر حساسية فى محادثات الإسرائيليين والفلسطينيين» وهو أمر بالغ التناقض أن يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ثم يخطو خطوة إلى الوراء بوصفها الموضوع الأكثر حساسية بين طرفى المحادثات . يعنى إيه ؟ وعلى ماذا يتباحثان إذا كان اعترف بكل القدس لإسرائيل ؟!
ثم عبارة ثالثة يتحدث فيها عن التزام الولايات المتحدة بالمساعدة فى تسهيل اتفاق سلام مقبول لدى الطرفين ثم يضيف قائلا : وأعتزم أن أفعل كل ما بوسعى للمساعدة «فى صياغة» مثل هذا الإتفاق . ياسلام ؟ صياغة الاتفاق (!) كأنه خبير لغة يصيغ فقط مايتوصل إليه الطرفان ! وبينما الموضوع المثار هو القدس والقرار الذى انتفض له العالم فإنه يعلن أنه سيرسل نائبه «بنس» إلى المنطقة فى الأيام المقبلة، ليس لشرح موضوع القرار كما قد يفهم وإنما لتأكيد التزامنا فى العمل مع الشركاء فى كل الشرق الأوسط لهزيمة التطرف» . التطرف ياسيادة الرئيس ؟
ثم يتظاهر ترامب بالتقوى ويختم بيانه بقوله «بارك الله فى إسرائيل ، وبارك الله فى الفلسطينيين ، وبارك فى الولايات المتحدة».. إسرائيل دولة وأمريكا دولة أما الفلسطينيون فمجرد سكان أو شعب بلا دولة ؟!
أرسل تعليقك