بقلم - صلاح منتصر
يسجل للرئيس عبد الفتاح السيسى أنه عمق الإحساس بأن أعياد الإخوة الأقباط هى أعياد لكل المصريين يتبادلون فيها التهانى والأمانى الجميلة الطيبة لأنفسهم ولمصر الوطن الذى يضمنا .
أتذكر عندما كنت أسكن فى الأربعينيات فى شارع الأمير بشبرا أن كان لى أصدقاء من الجيران لم أفكر يوما هل هم مسلمون أم أقباط، وفى أعيادهم كنت أذهب معهم إلى كنيسة تقع فى آخر الشارع على اليمين وكنا نشاركهم فرحتهم بأعيادهم دون أن يخطر على واحد فينا أن هناك حاجزا نفسيا يفصل بيننا. مرت السنوات وبدأت ألاحظ أن تغيرا طرأ على المجتمع وأن كلمة مسلم وقبطى أصبحت تتردد وتجد من يدعمها فى الوقت الذى وجدت فى القرآن الكريم من يرفض هذه الفرقة. وهناك آيتان كريمتان بالذات أركز عليهما: الأولى فى سورة الحجرات الآية 13 وتقول: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم». والتقوى كما هو معروف اتقاء غضب الله ومحاولة نيل رضاه . ولما كان المخاطب هنا «أيها الناس» فيعنى هذا أن الخطاب موجه إلى جميع الناس لا فرق بينهم فى دين أو لون أو فقر أو غنى ..إلخ
الآية الثانية قوله تعالى فى سورة الحج الآية رقم 17: «إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد». وقد جمع الله فى هذه الآية الأديان الثلاثة وثلاثة معتقدات منهم الصابئون (وهناك خلاف على تعريفهم فمن يقول الذين غيروا دينهم ومن يقول عبدة الملائكة) والمجوس والمشركون وجعل أمرهم جميعا إليه يوم القيامة، مؤكدا أنه على كل شيء شهيد
وأظن أنه بسبب الآية يرفض الأزهر الشريف إصدار أى حكم بتكفير إنسان على أساس أن الله أعفى البشر من محاسبة الآخرين فى معتقداتهم حتى المشركين تاركا ذلك له وحده سبحانه وتعالى وهو أعدل الحاكمين .
الإخوة الأقباط صباح عيد سعيد لكم ولنا ولكل المصريين وأجمل الأمنيات لمصر وطننا وبيتنا وأمنا .
أرسل تعليقك