بقلم - صلاح منتصر
المواطن المصرى فى رأيى هو شخصية هذا العام ويستحق التحية والتقدير. ففى هذا العام تلقى المواطن المصرى قرارات التعويم التى ضاعفت الأسعار بصورة عامة إلى جانب زيادات فواتير الكهرباء والمواصلات والوقود. ولكنه تحمل كل ذلك فى صبر. صحيح أنه شكا وتألم وتأوه وهذه طبيعة بشرية كان يمكن أن ينفجر لو لم يطلقها ، ولكنه ظل مؤمنا بأن هذه القرارات أمر لامفر منه، وأن عليه أن يدفع ثمن ما ارتكبته النظم السابقة من تسويف فى حل المشكلات، ومن قرارات بدت أنها حلول، لكنها أنتجت من المشكلات ماهو أسوأ وأفدح.
المواطن المصرى تلقى هذا العام ضربات عديدة من الإرهاب وشيع مئات الشهداء وفقد آباء وأبناء كثيرين ودمعت عيونه أسى وألما، لكنه لم يضعف ولم يهتز، ولم يفقد إيمانه بقوته وقدرة أجهزته على ملاحقة الإرهابيين وقطع يد العنف والتطرف . المواطن المصرى مازال يعانى قلة فرص العمل وتخريج الآلاف سنويا ليمضغوا فى بيوتهم قات الصبر وطول البال!
المواطن المصرى فى كل مكان أصبح يتحمل آلام الحياة اليومية وهو صابر حتى وإن بدا الصبر يشكو ..هذه المقاهى والكافيهات والمطاعم التى انتشرت فى كل شارع وكل حى وانتهكت حرية المواطنين وسلبتهم الأرصفة حتى لم يعد هناك رصيف يمشون فوقه، وانتظار السيارات صفا ثانيا وثالثا حتى أصبحت الطرق لضيقها امتحانا قاسيا فى القيادة ..هذه الأندية التى انتشرت على النيل حتى حجبت رؤيته عن الملايين ..وهذا الاستغلال الذى جرى للكبارى التى كانت رئة يستنشق فوقها الملايين الهواء أصبح يتحكم فيها المستغلون الذين فرضوا أنفسهم ملاكا للهواء يبيعونه لمن يدفع ..وهذا الإهمال الذى مازال فى مستشفيات الناس الغلابة، والتعليم العام الذى تدهور فى الوقت الذى أصبحت فيه مصاريف المدارس الخاصة لا ترحم. المواطن المصرى فيه من يسكن القصور وانتقل إلى مناطق سكنية تعد قلاعا تنتمى إلى «كوكب تاني»، بينما الأحياء القديمة والحوارى العديدة تزداد كثافة وضيقا، وسكانها راضون وكل عشة فوقها طبق استقبال تليفزيونى ، وكل جيب به تليفون محمول.
تعظيم سلام لهذا المواطن المثابر المكافح الذى يستحق أن يكون شخصية العام.
أرسل تعليقك