بقلم - صلاح منتصر
وقعت الواقعة وأعلن الرئيس الأمريكى اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل على اعتبار أنه ينفذ قانونا بذلك أصدره الكونجرس بمجلسيه عام 1995، وأنه آن الأوان لتنفيذه فى إطار «خطة سلام » يعدها لحل النزاع الذى كان أهم قضايا القرن العشرين !.
الأرقام تلعب دورا قدريا، ففى 1917 قبل مائة سنة كان وعد بلفور (وزيرخارجية بريطانيا) الذى تعهد بمنح فلسطين لليهود، وفى 1967 بعد خمسين سنة كانت واقعة يونيو 67 التى اعتبرت مصر فيها معتدية وأعطت إسرائيل ثمنا كبيرا مازلنا ندفعه ومنه احتلال إسرائيل للقدس، واليوم فى 2017 بعد مائة سنة من بلفور و50 سنة من 67 تعلن الدولة العظمى الاعتراف المؤسف الذى أعلنته .
من السخرية أن يعتبر ترامب مافعله مفيدا «لسلام» يسعى إليه ، بينما باعترافه الذى أعلنه ينسف أولا أى جهود يمكن أن يقوم بها، ويعطى ثانيا الشرعية لاحتلال لم يجرؤ قرار واحد أصدرته الأمم المتحدة على إنكار أن إسرائيل تحتل القدس، ويستبعد ثالثا أى دور يمكن أن تقوم به واشنطن فى الصراع، على أساس أنها فقدت حيدتها ولم تعد طرفا صالحا للتوسط .
الآن هناك إيجابيتان لقرار ترامب هما استعادة القضية الفلسطينية مكانا لها فوق السطح بعد أن غاص ملفها فى الأعماق تحت ملفات كثيرة حتى بدا أنها ذهبت إلى مخزن النسيان، والإيجابية الثانية تحريك القرار وتحريضه المسلمين فى أنحاء العالم على التوحد . فهل يكون هذا التوحد للطم الخدود والمظاهرات التى تنتهى بتعطيل العمل وتكليف دولهم أعباء مالية كبيرة إلى جانب ماقد تفقده من ضحايا نتيجة مايقع من مصادمات ؟
ما يجب أن نضع هدفا له هو ألا يتكرر من أى دولة أخرى مافعله ترامب. أن يصبح الرئيس الأمريكى وحده لا يجد دولة أخرى تشاركه الجريمة التى ارتكبها. وإذا كانت دول العالم قد هبت مستنكرة القرار الأمريكى فهذه فرصة للمسلمين فى كل أنحاء العالم أن يقاوموا عن طريق الأمم المتحدة منع أى دولة أخرى من تكرار الجريمة. نحن أمام فرصة تاريخية لإحياء قضية فلسطين وتكريس احتلال إسرائيل للقدس ، فهل نتركها تفلت من أيدينا ؟
أرسل تعليقك