بقلم/ صلاح منتصر
اتفقت تعليقات عدد غير قليل من القراء على أن عدم استخدام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لأجهزة التكنولوجيا الحديثة من المحمول الى الكومبيوتر الى الايميل الى عدم استخدامه الانترنت بنفسه فى بث تعليقاته اليومية على التويتر ، هو من أهم أسباب نجاحه !
والتصور أنه لا يمكن أن يكون هناك اليوم مسئول فى أى مكان فى العالم لا يتعامل مع وسائل العصر ، ففى كل يوم بل فى كل ساعة يتزايد عدد المستخدمين لهذه الوسائل وعددهم حسب آخر تقدير 3.7 مليار شخص ، والمقدر ألا يأتى عام 2020 الا ويكون كل شخص من سن السادسة معه محمول ويعرف كيف يستخدم الكمبيوتر والانترنت !
ومن ناحية فيعنى ذلك تقدم الأجيال الجديدة وسرعة استخدامها المعلومات المتوافرة على الانترنت بحيث لن يجد شخص سؤالا بدون اجابة .. لاحظ حاليا عندما يثور نقاش حول معلومة عن سن فنانة أو عاصمة دولة ما أو تاريخ اكتشاف أى اختراع ، وتجد ابنك الذى دون العاشرة قد أمسك تليفونه وفى ثوان يجيب عن السؤال الذى أثاره الحوار !
ولكن كما أن لكل وسيلة جانبها الايجابى فلها أيضا جانبها السلبى . وأتذكر شخصيا أننى كنت أحفظ على الأقل نصف أرقام تليفونات من أعرفهم عند بداية استخدام التليفون الأرضى ، وكان التدريب على الذاكرة وقدرة استرجاع هذه الأرقام يتم يوميا ، الى أن جاء المحمول وتوقفت الذاكرة عن ممارسة تدريباتها ، وأصبح اعتمادى مثل كل شخص على ذاكرة المحمول مما كانت نتيجته عمليا ضعف ذاكرتى وعدم تذكر أرقام أفراد أسرتى . ( قمت أخيرا بالاحتفاظ بورقة فى محفظتى سجلت بها أرقام الذين تستوجب الضرورة الاتصال بهم حتى اذا فقدت التليفون أو تم سحبه منى كما فى بعض الأماكن التى أذهب اليها أكون قادرا على معرفة الأرقام التى يهمنى الاتصال بها عن طريق تليفونات الآخرين)
وما أقوله خطر حقيقى يهدد استمرار اعتمادنا على التكنولوجيا ، ويزيد من احتمالات تعرضنا للمرض الذى لا علاج له حتى اليوم وهو “ الزهايمر “ . وبالتالى من الضرورى التوصل الى طريقة توازن بين استخدامنا للتكنولوجيا وبين استمرار نشاط الذاكرة ، وان كنت لا أعرف كيف ؟
أرسل تعليقك