بقلم/ صلاح منتصر
ويرحم كل حشد العباقرة الذين ولدوا فى العشرينات والثلاثينات ونموا فى الأربعينيات وقدموا روائعهم فى الخمسينيات وبعدها ، واليوم وبعد أن رحلوا فما زلنا نعيش على فيض إنتاجهم. عبد الوهاب وفوزى وفريد ومحرم وكارم وعبد العزيز والكحلاوى وطلب وشفيق وقنديل والعزبى ، وأم كلثوم وليلى وشادية وفايزة ووردة وأسمهان والطويل والموجى والقصبجى وبليغ ورياض ومكاوى وزكريا والقصبجى والشريف ، وكل هؤلاء وغيرهم مما أكون قد نسيت قد وجدوا فى زمن واحد فأين هم وأين نحن فى زماننا اليوم ؟!
ولهذا لا بد أن نترحم على الذى اخترع جهاز التسجيل الذى باختراعه حفظ لنا عبر السنين إبداعهم ، وأن نتصور كيف كنا لو لم تكن هذه الثروة الضخمة من الأغانى والألحان ولمن كنا سنعرف معنى متعة والطرب ، وكيف كان كل من يحاول الغناء سيتعثر وتفشل خطاه إذا لم يبدأ فى مدرسة هؤلاء العظام ؟
عبد الحليم حافظ (47 سنة ) ويرحمه الله يمر هذا الشهر 40 عاما على رحيله ومع ذلك هل هناك بيت فى مصر لا يطرب له اليوم ولا يتوقف أمام أغانيه التى من أول جملة موسيقية يستطيع أن يعرف اسمها لأنه ليست هناك أغنية مثل الأخرى . وقد غنى كل الألوان القصيرة والطويلة والعاطفية والوطنية والدينية والحماسية . أكثر من 250 أغنية قدمها فى 25 سنة عمل فقط (بدأها سنة 51 مع أغنية “لقاء “ كلمات صلاح عبد الصبور ولحن كمال الطويل إلى سنة 76 التى قدم فيها آخر أغانيه قارئة الفنجان كلمات نزار قبانى وألحان محمد الموجى ) ومع هذه الأغانى 16 فيلما سينمائيا أولها لحن الوفاء عام 55 وآخرها أبى فوق الشجرة عام 69 . وفى وسط هذا الكم من العمل 20 سنة مرض أجرى خلالها عشرات العمليات الجراحية ، فقد أصيب بأول نزيف فى المعدة عام 56 نتيجة تليف فى الكبد بسبب البلهارسيا التى جاءته من الاستحمام فى الترعة وهو طفل يتيم فقد الأم بعد ولادته ثم فقد الأب قبل أن يبلغ عامه الأول .
وظلموه وموعود وبتلومونى ليه وجبار وسواح وجانا الهوا وعلى قد الشوق، الله يرحمك ياحليم.
أرسل تعليقك