بقلم /صلاح منتصر
تحول يوم تبادل التهانى بمقدم شهر رمضان المعظم إلى يوم للأسى والحداد والغضب على شهداء الحادث الإرهابى الذى قتل فيه 28 شهيدا مسيحيا وأصيب 25 آخرون كانوا فى طريقهم لزيارة دير الأنبا صموئيل الذى يقع فى العدوة فى الصحراء الغربية بمحافظة المنيا . وقد اختار المجرمون الجبناء الذين قاموا بالعملية ارتكاب جريمتهم الخسيسة فى يوم جمعة وفى يوم يسبق شهر رمضان وفى طريق معزول فى الصحراء لأطفال ونساء ورجال أبرياء ذهبوا فى رحلة دينية، مما يؤكد أن هؤلاء الإرهابيين لا علاقة لهم بالإسلام ولا بأى دين بل هم أشد كفرا وخسة من الكفار .
ولكن، وقبل أن ينتهى يوم الجريمة الخسيسة التى شعر فيه قادة الإرهاب الذين يدربون صيدهم على أعمال الشر بالزهو، ويتصورون أنهم آمنون فى مواقعهم البعيدة فى مدينة «درنة» الليبية التى تعد عاصمة الإرهاب، كانت القاذفات المصرية تفاجئهم فى 6 طلعات متتالية نجحت فى توجيه ضربات موجعة أصابت منشآت هذه القواعد ومن كان فيها من ميليشيات ينتظرون الدور للقيام بعمليات إرهابية جديدة .
فاجأونا داخل مصر فى الصحراء الغربية، ففاجأناهم خارج مصر فى الأراضى الليبية . وفى كلمته التى وجهها إلى الشعب فى مساء اليوم نفسه أعلن الرئيس السيسى «أنه تم توجيه ضربة ولن نتردد مرة أخرى فى توجيه ضربة أخرى للأماكن التى فيها تدريب أو عناصر تهدد أمن مصر القومى» . وهذه سياسة جديدة تؤكد قوة مصر وتوضح أنها لن تنتظر حتى يمارس الإرهاب عملياته وينجح فى الهروب، بل ستكون هناك ضربات استباقية توجهها مصر للارهاب سواء داخل مصر أو خارجها .
أهم ما فى كلمة الرئيس إحساس من يسمعها أنه أمام رئيس مسئول أحس مثل ملايين المصريين بالحزن والغضب لكنه لم يكتف بذلك بل استدعى على الفور إلتزاما بمسئوليته معاونيه وخطط معهم كيف لا يأتى صباح اليوم التالى قبل أن يثأر لشعبه . رئيس قد يكسب الإرهاب جولة أو معركة، ولكنه أبدا لا يمكن أن يتركه يفوز وينتصر !
أرسل تعليقك