بقلم /صلاح منتصر
لاتوجد فى القرآن الكريم كلمات مترادفة تحمل معنى واحدا، فكل كلمة لها معناها الخاص، ولهذا يختلف معنى كلمة الصيام بالياء عن معنى كلمة الصوم بالواو، وإن كانت القاعدة أنه لاصيام دون صوم ولكن هناك صوما دون صيام .
وقد ذكر القرآن الصيام ومشتقاته فى 12 آية (6 مرات فى البقرة ومرتان فى المائدة والأحزاب ومرة واحدة فى النساء والمجادلة) أما كلمة الصوم فقد وردت مرة واحدة فى سورة مريم فى قوله تعالى: فكلى وأشربى وقرى عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولى إنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا (مريم 26). وكما يتضح من هذه الآية أنها صوم عن الكلام وليس عن الطعام والشراب فهى صوم دون صيام. أما الصيام فيجب أن يتضمن مع الامتناع عن الطعام والشراب من أول اليوم إلى آخره، صوم الصائم أيضا عن المحرمات التى يمكن أن تفسد صيامه كأن يغتاب أحدا أو يكذب أو يسرق أو يترك الصلاة وغير ذلك مما يستطيع المسلم الحقيقى أن يكشف بفهمه وبوصلة إيمانه حرمته .ولذلك قال رسول الله: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه».
وإذا كانت الصلاة قد فرضت على المسلمين فى رحلة الإسراء والمعراج التى يذهب الرأى الغالب أنها وقعت فى السنة التاسعة من الهجرة، فقد فرض صوم شهر رمضان بعد تغيير القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة فى العاشر من شعبان من السنة الثانية من الهجرة. وقبل هذا التكليف كان المسلمون يصومون عددا من الأيام المتفرقة مثل صيام عاشوراء والأيام البيض وهى 3 أيام كل شهر هجرى (أيام 13 و14و15)
إلا أن المؤكد أن الشعوب التى سبقت الإسلام كانت لها أيضا عاداتها فى الصوم : «ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» (البقرة 183) .إلا أن التكليف بصوم شهر رمضان بالذات جاء تعظيما للشهر الذى نزل فيه القرآن الكريم المعجزة الدائمة باعتبارها كلام الله الذى سيظل محفوظا بقوة الخالق إلى يوم الدين.. وللحديث بقية
أرسل تعليقك