بقلم - صلاح منتصر
أى سلعة أو خدمة يزيد سعرها تثير الحزن بل الغضب،إلا السجاير التى كلما زاد سعرها تمنيت أن تصل إلى الحد الذى يحرض مدخنها على التوقف، ليس فقط توفيرا لماله ، وإنما الأهم والأغلى حماية لصحته.
مصيبة التدخين فى النيكوتين الذى ما أن يشد المدخن «نفسا» من السيجارة حتى يتسلل النيكوتين منه بسرعة شديدة إلى الدماغ ويجعل المدخن يشعر بالهدوء النفسى. وهذا هو سر تعلق المدخن بالسيجارة. فبعد نصف ساعة تقريبا من إطفاء السيجارة تنخفض نسبة النيكوتين فى الدم ويحس المدخن بحاجته إلى إشعال سيجارة جديدة يذهب نيكوتينها إلى الدماغ فيسترد هدوءه وهكذا.
وقد أوجد الله النيكوتين الطبيعى فى جسم الإنسان بكمية متوازنة هدفها القيام بدور المساعدين فى السيارة لتلقى الصدمات والتخفيف من آثارها، وعندما يبدأ المدخن فى التدخين يتعطل إنتاج النيكوتين الطبيعى، ويعتمد المدخن على نيكوتين التبغ، سواء فى السيجارة أو السيجار أو الشيشة. ولو كان على النيكوتين وحده لهان الأمر، ولكن لكى يحصل المدخن على هذا النيكوتين من السيجارة أو غيرها ، فإنه مجبر على ابتلاع مكونات الدخان الأخرى من قطران أو زفت وأول أكسيد الكربون وعدد آخر من المواد الكيماوية. والزفت يترسب على شعيبات الرئتين ويسد مسامها ويحولها من لونها الوردى إلى الأسود للدرجة التى لا يستطيع فيها المدخن أن يستنشق الهواء. أما أول أكسيد الكربون فهو سبب ارتفاع ضغط الدم الذى يعانى منه المدخن، ويؤثر على مختلف وظائف الجسم، وهذا طبعا إلى جانب أنواع السرطانات التى يضع المدخن نفسه تحت رحمتها. وأمام هذه الحقائق دخلت مختلف الدول فى حرب مع التدخين. وفى البداية كانوا يكتبون كلمة «تحذير» على علبة السجاير وصلت اليوم إلى نشر صور مفزعة لرئتى المدخن وتأكيد الأضرار الصحية التى تصيب المدخن. ولو كان هناك شك فى هذه الأضرار لأقامت شركات التدخين الغنية دعاوى قضائية ترفض وضعها، لكن لأنها تعرف الحقيقة وأكثر تنشر مايملى عليها دون أن تستطيع فتح فمها بكلمة.
أسعار السجاير زادت، فهل تضحى بمزاجك وتنتهزها فرصة لإنقاذ ماتبقى من صحتك؟!
أرسل تعليقك