بقلم/ صلاح منتصر
من يتابع مايتردد عن التوصل إلى ما أسموه «صفقة القرن» التى تحسم فى رأيهم الصراع الفلسطينى الإسرائيلى يشم رائحة مؤامرة عنوانها «تخاريف» وكنت أحب أن أسميها «كلام فى الهجايص» لكننى راعيت التقاليد التى نتمسك بها. هدف المؤامرة تسكين الفلسطينيين فى سيناء، وتفريغ الضفة الغربية منهم كى تحتلها إسرائيل وترتاح من دوشتهم !
بدأ السيناريو بالإشارة إلى حل سيعلنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أطلقوا عليه «صفقة القرن»، وفى مرحلة تالية خرجت تصريحات من إسرائيل بأن أفضل حل للصراع هو تسكين الفلسطينيين فى سيناء، ثم فجأة كشفت بريطانيا عن وثائق تعود لعام 1982 ما أن أعلن مضمونها حتى خرج الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن صمته، وأعلن تكذيبها ونفى وقوعها. وهو أمر مصدق من رئيس تمسك بكيلومتر مربع واحد من سيناء اسمه طابا رفض بكل الوسائل التنازل عنها لإسرائيل، ثم يقال ـ حسب الوثائق ـ إنه وافق على توطين الفلسطينيين فى سيناء. والمؤكد أنها وثائق «حسب الطلب» ولا يمكن أن يصدقها طفل لأنها تطلب منا تصديق أن مقاتلا مصريا سواء كان مبارك أو غيره حارب من أجل سيناء التى ارتوت بدماء آلاف الجنود. سيناء التى تحارب قواتنا حربا عنيفة عليها ضد الإرهاب، يمكن أن تشهد وطنيا واحدا تمتد يده لتوقع التنازل عنها تحت بريق صفقة القرن .
وللأمانة فإن الذى وافق على هذا العرض هم الإخوان فى ظل حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى، لأن الوطن فى مفهومهم هوالكيان الإسلامى الكبير التى تعد مصر جزءا منه وقالها عاكف بصراحة «طز فى مصر» !
وقد حدث فى نوفمبر 2012 خلال حكم الرئيس الأمريكى السابق ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون أن أعطى مرسى للرئيس السابق أوباما الضوء الأخضر لتوطين الفلسطينيين فى سيناء، ويومها خرجت واشنطن رئيسا وإعلاما تمتدح مرسى وتصفه بالحكمة. وصدق مرسى الدعاية الأمريكية وقام بإصدار الإعلان الدستورى الذى منع الطعن فى أى قرار يصدره وكانت نهاية مرسى وجماعته. وذهل أوباما لما حدث وظل هو ووزيرة خارجيته مذهولين إلى أن كانت مفاجأة نجاح ترامب. فهل ستتجدد التخاريف؟!
أرسل تعليقك